وجدنا أن التغيرات الدماغية السلبية التي تسببها السمنة تشبه التغيرات الدماغية الناتجة عن مرض ألزهايمر

التنكس العصبي المرتبط بالسمنة يشبه ألزهايمر

الرئيسية مقالات
محمد السيد علي:صحفي علمي
6874-etisalat-postpaid-acquisition-promo-2024-728x90-ar

 

التنكس العصبي المرتبط بالسمنة يشبه ألزهايمر

 

 

 

كشفت دراسة حديثة وجود رابط بين التنكس العصبي لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرضى ألزهايمر، ما يشير إلى أن فقدان الوزن الزائد يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي في الشيخوخة ويقلل من مخاطر الإصابة به.

وأظهرت أبحاث سابقة أن السمنة ترتبط بالتغيرات المتعلقة بمرض ألزهايمر، مثل تلف الأوعية الدموية الدماغية وتراكُم بروتين “أميلويد بيتا” في الدماغ، ومع ذلك، لم يقم أي بحث حتى الآن بإجراء مقارنة مباشرة بين أنماط ضمور الدماغ في مرض ألزهايمر والسمنة، وفق فريق البحث.

وتُعرف السمنة على نحوٍ متزايد بأنها مرض متعدد الأجهزة يؤثر على الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية، من بين أمراض أخرى.

وتساعد الدراسة -التي نشرتها دورية “جورنال أوف ألزهايمر ديسيز” (Journal of Alzheimer’s Disease)، 31 يناير 2023- في الكشف عن تأثير عصبي أيضًا للسمنة؛ إذ تُظهر أن السمنة قد تؤدي دورًا في تطور مرض ألزهايمر والخرف.

وباستخدام عينة من أكثر من 1300 فرد، قارن فريق من الباحثين في معهد مونتريال للأعصاب بجامعة “ماكجيل” الكندية، أنماط ضمور المادة الرمادية في المخ المرتبط بالسمنة ومرض ألزهايمر، وقارنوا بيانات مرضى ألزهايمر والأصحاء غير المصابين بالمرض، والبدناء مع المرضى غير البدينين، وأنشأوا خرائط لضمور المادة الرمادية لكل مجموعة.

ووجد العلماء أن السمنة ومرض ألزهايمر يؤثران على ترقُّق المادة الرمادية في القشرة المُخيّة بطرق مماثلة، وقد يكون ذلك علامةً على التنكس العصبي، ما يشير إلى أن السمنة قد تسبب النوع نفسه من التنكس العصبي الموجود لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.

ويؤكد فيليب موريس -باحث الدكتوراة في معهد مونتريال للأعصاب، والمؤلف الأول للدراسة- أن “النتائج التي توصلت إليها الدراسة تعزز الأدبيات السابقة التي تشير إلى السمنة بوصفها عاملًا مهمًّا في مرض ألزهايمر”.

يقول “موريس” في تصريحات لـ”للعلم”: وجدنا أن التغيرات الدماغية السلبية التي تسببها السمنة تشبه التغيرات الدماغية الناتجة عن مرض ألزهايمر، وتم تعريف تغيرات الدماغ هنا بأنها انخفاض في سُمك القشرة المُخيّة (الطبقة الخارجية من المخ)، وبذلك يثبت أن السمنة أحد عوامل الخطر الرئيسية لمرض ألزهايمر.

وعن أهمية النتائج، أوضح “موريس” أنها “تسلط الضوء على ضرورة إنقاص الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة وزيادة الوزن في منتصف العمر، لتقليل المخاطر اللاحقة للتنكس العصبي والخرف”.

وتابع: يمكن أن تؤثر نتائج الدراسة على السياسات الصحية التي ينبغي اتباعها في برامج إنقاص الوزن والوقاية من زيادة الوزن؛ لأن هذا يمكن أن يقلل من الإصابة بمرض ألزهايمر وأمراض الخرف الأخرى مع التقدُّم في السن.

وعن خطواتهم المستقبلية، يقول “موريس”: سنحاول التحقيق في كيفية تأثير فقدان الوزن على التنكس العصبي وما إذا كان فقدان الوزن يمكن أن يخفف بالفعل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وعلى حد علمنا، لم يتم إجراء مثل هذه الدراسات من قبل.عن “ساينتيفيك أميريكان”


تعليقات الموقع