مركز تريندز للبحوث والاستشارات

المرأة وثقافة السلام

الرئيسية مقالات

 

اتجاهات مستقبلية

 

المرأة وثقافة السلام

 

 

يعيش العالم هذه الأيام أجواء احتفائية واحتفالية بالمرأة، وقد انعكس ذلك في اختتام أعمال فعاليات «القمة العالمية للمرأة 2023» والتي استضافتها دولة الإمارات على مدار يومين، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات”، فعاليات “القمة العالمية للمرأة 2023″، كما سيحتفل العالم في الثامن من مارس القادم بيوم المرأة العالمي.

هذه الأجواء تفرض على المهتمين والمهمومين بقضايا المرأة تسليط الضوء على قضايا المرأة، وهي متعددة ومتشعبة، إلا أنه يقف في القلب منها قضية دور المرأة في تعزيز ثقافة السلام في العالم، وخاصة مع بروز بعض النزاعات الدولية، والتي انعكست بشكل سلبي على أوضاع المرأة.

لقد ارتبطت وضعية المرأة في العالم عمومًا وفي مناطق الصراعات والحروب خصوصًا بمدى الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في مجتمعها وكيفية النهوض بهذا الدور، فالنهوض بها هو الحلقة الأولى في سلسلة تعزيز دورها في مناطق الصراعات والنزاعات، ولا يكون ذلك إلا من خلال القضاء على جميع أشكال الانتقاص من الكرامة الإنسانية للإناث، وذلك بالتساوي مع الرجال. و توسيع نطاق الخيارات المتاحة أمام النساء. ويكون ذلك من خلال تعليم يعزز ثقافة التمكين ووضع برامج لتدعيم الارتقاء بالنساء وتحسين أوضاعهن. وصياغة سياسة تعليمية حريصة على تحقيق التكافؤ في الفرص والقضاء على كافة أشكال التمييز فى التعليم على أساس النوع.

كما ينبغي الحرص على تسهيل حصول المرأة على فرصة عمل فى المجتمع، بما يسمح لها بالحصول على دخل ملائم، يكفى لإشباع حاجاتها الأساسية، ويستلزم ذلك إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة وإيجاد سياسات تهدف إلى إزالة القيود الهيكلية المفروضة على قدرة المرأة على الإفادة من فرص أوسع فى السوق، خاصة افتقارها النسبى إلى التعليم والمهارات اللازمة. ومراجعة الأنساق التشريعية والقانونية وكذلك الممارسات الإدارية؛ بهدف ضمان الحقوق المتساوية بين الرجل والمرأة داخل المجتمع وفى مجال العمل.

ويجب أن يتم ذلك من خلال سلسلة حوارات مستدامة مع مختلف النساء والمنظمات النسائية والتشاور معهن بانتظام، مع الأخذ في الاعتبار تلك الخصوصية الثقافية المؤسسّة على اختلاف البيئات الاجتماعية والثقافية للمرأة في كل دولة، بل داخل كل دولة، فهن لا يشكلن مجموعة متجانسة في أي بلد، مع الأخذ في الاعتبار الهويات العرقية والدينية واللغوية وغيرها، حيث لا ينبغي أن يتوقع أن تكون جميع النساء بنفس العقلية، وهو ما ينبغي وضعه في الاعتبار.

إن دورًا تفاعليًا للمرأة، بالمساواة مع قرينها الرجل في إقامة السلام الشامل في كافة بقاع الأرض، أصبح أمرًا لا مناص من الاعتراف بأهميته وضرورة تفعيله بالشكل الذي لا ينعكس فقط على المرأة وإنما ينعكس أيضًا على آليات إدارة الحوار والتفاعل في أنحاء العالم كافة، بما يؤدي إلى بناء مجتمع متسامح، شعاره السلام والعدل بعيدًا عن لغة التشدد والتطرف، التي اكتوى العالم بنيرانها لعقود عديدة، وهو أمر يسهل تحقيقه لو تضافرت الجهود.

وما القمة العالمية للمرأة التي اختتمت أعمالها في أبوظبي إلا امتدادٌ إيجابيٌ لتلك الجهود، وهي كما تقول سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة،ينبغي أن تكون نقطة انطلاق لتوحيد جهود نساء العالم للمساهمة في قيادته نحو السلام والاستقرار المجتمعي لجميع بني البشر، خصوصًا أولئك الأشد حاجة اليوم الذين يعانون آثار الجوائح الصحية والكوارث الطبيعية والحروب.

إننا لا ينبغي أبدًا أن نغض الطرف عن هذا الدور الحيوي للمرأة في بناء سلام عادل وشامل، قوامه الاهتمام بتلك التفاصيل، التي قد يكمن فيها الشيطان، الذي لا يقاومه إلا عقلية نسوية لطالما كانت حريصة على الاهتمام بالتفاصيل، مؤمنه بأن العدل والتسامح والسلام قيم ينبغي الحرص عليها والعمل على تعزيزها، ولو بعد حين.

 


تعليقات الموقع