دراسة أُجريت على أكثر من مليون سيدة تؤكد أن فحص النساء باستخدام التخليق المقطعي للثدي يعطي نتائج أكثر دقةً للكشف عن المرض.

أمل جديد للكشف المبكر عن سرطان الثدي

مقالات
 دينا درويش:صحفية علمية

 

أمل جديد للكشف المبكر عن سرطان الثدي

 

 

 

 

كشفت دراسة حديثة أُجريت على أكثر من مليون سيدة أن “التخليق المقطعي للثدي” -المعروف بـ”التوموسنتز الرقمية”- أكثر فاعليةً في الكشف عن سرطان الثدي، وذلك مقارنةً باستخدام التصوير الشعاعي القياسي للثدي فقط.

وتعتمد آلية عمل “التخليق المقطعي للثدي” على وضع كل ثدي -بمفرده- في منطقة الأشعة السينية والضغط عليه؛ إذ يلتقط مجموعة من الصور يتم دمجها بواسطة الكمبيوتر على هيئة مجموعة من الشرائح الرقيقة التي تقدم صورةً كاملةً ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي.

تقول إميلي ف.كونانت -أستاذ الأشعة ورئيس قسم تصوير الثدي في مستشفى جامعة بنسلفانيا، والمشاركة في الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: تكتسب الدراسة أهميةً كبيرةً بسبب الحجم الكبير للعينة؛ إذ اعتمدت على تتبُّع مليونين و528 ألفًا و36 من الصور الشعاعية للثدي من مليون و100 ألف و447 سيدة تراوحت أعمارهن بين 40 و79 عامًا بمتوسط أعمار بلغ 57 سنة.

تضيف “كونانت”: تم جمع البيانات من مراكز طبية موزعة على جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفنا تقييم نتائج الفحص بين مجموعة كبيرة من النساء في الولايات المتحدة اللاتي تم فحصهن إما عن طريق التصوير الشعاعي للثدي الرقمي ثنائي الأبعاد (وحده) أو عن طريق التخليق المقطعي للثدي.

ووفق الدراسة التي نشرتها دورية “راديولوجي” (Radiology)، يُعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من انخفاض معدل وفيات سرطان الثدي منذ أواخر الثمانينيات بسبب تحسُّن وسائل اكتشاف المرض والعلاج المبكر، فإنه لا يزال السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان لدى النساء.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن “سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا مع أكثر من 2.2 مليون حالة في عام 2020، وأن امرأةً واحدةً من بين كل 12 امرأة تُصاب بسرطان الثدي في حياتهن، وأن معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي لمدة خمس سنوات يبلغ 90% في البلدان المرتفعة الدخل، في حين لا تتعدى نسبته 66% في الهند و40% في جنوب أفريقيا”.

كما تؤكد جمعية السرطان الأمريكية أن “الفحص المنتظم هو الطريقة الأكثر موثوقيةً للكشف المبكر عن سرطان الثدي”.

تقول “كونانت”: فحص التصوير الشعاعي القياسي الرقمي للثدي ثنائي الأبعاد لا يزال التقنية المستخدمة بمراكز الكشف في أماكن كثيرة، ولكن هناك بعض التحفظات على نتائجه التي ترتبط بعدم قدرته على اكتشاف بعض أنواع السرطان، وفي المقابل فإن التخليق المقطعي للثدي تقنية أكثر تقدمًا؛ لما له من إمكانيات في اكتشاف معدل أعلى لسرطان الثدي، نظرًا لقدرته على التقاط صور متعددة بالأشعة السينية للثدي من زوايا مختلفة بدلًا من الصورة الفردية النموذجية التي تم الحصول عليها باستخدام صورة ماموجرام ثنائية الأبعاد، كما أنه مفيد بشكل خاص للنساء ذوات أنسجة الثدي الأكثر كثافة”.

من أجل التوصل إلى هذه النتائج، أخضع الباحثون عينة البحث للفحص بواسطة التخليق المقطعي للثدي والتصوير الشعاعي القياسي الرقمي للثدي في الفترة ما بين يناير 2014 وديسمبر 2020، ثم عمل الفريق البحثي على مقارنة نتائج الفحص بين مجموعتي الفحص.

تقول “كونانت”: كان معدل اكتشاف السرطان للمرضى الذين تم فحصهم باستخدام التخليق المقطعي للثدي أعلى؛ إذ بلغت 5.3 حالات من بين كل ألف حالة تم فحصها بهذه التقنية مقارنةً بـ4.5 حالات من بين كل ألف حالة تم فحصها باستخدام التصوير الشعاعي القياسي الرقمي للثدي ثنائي الأبعاد فقط، ونوصي النساء بالبحث عن المراكز الطبية التي تعتمد على فحص سرطان الثدي باستخدام التخليق المقطعي بشكل روتيني.

وردًّا على سؤال لمجلة “للعلم” حول مدى إمكانية وصول هذه التقنية إلى المجتمعات الفقيرة تقول “كونانت”: لم نبحث تلك المسألة، لكن التكنولوجيا المطلوبة لاستخدام التخليق المقطعي تكلِّف أكثر من تكلفة وحدة التصوير الشعاعي للثدي الرقمية ثنائية الأبعاد فقط، وستكون الخطوات التالية هي دراسة مجموعات فرعية من المرضى في مجموعة البيانات الكبيرة هذه ومراقبة النتائج على المدى الطويل.

عن أميركان سيانتافيك


تعليقات الموقع