تبرز أهمية معارض الكتب المنتشرة في إنحاء العالم، التي تتجاوز كونها سوقاً ضخماً للكتب، إلى كونها ملتقى ثقافيّاً عالمياً

معارض الكتاب والتثقيف المجتمعي

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

اتجاهات مستقبلية

معارض الكتاب والتثقيف المجتمعي

 

 

 

 

 

 

شهدت أدوات الثقافة تطورًا ملحوظًا في العقدين الماضيين، من حيث الكم والنوع. وبالرغم من ذلك ما يزال الكتاب المطبوع يحظى بأهمية وإقبال كبيرين من القراء بمختلف أعمارهم بالرغم من التطورات المتسارعة التي لحقت بأدوات وأساليب النشر الحديثة.

بناء عليه، تبرز أهمية معارض الكتب المنتشرة في إنحاء العالم، التي تتجاوز كونها سوقًا ضخمًا للكتب، إلى كونها ملتقى ثقافيًّا عالميًّا، حيث تُعقد خلالها العديد من الندوات العلمية، فضلًا عن التبادل الثقافي للزوار من مختلف الأمم والشعوب، والاطلاع على كل ما هو جديد من كتب علمية رصينة ومؤلفات أدبية وموسوعات متنوعة. فضلًا عن استضافة كبار العلماء والأدباء في لقاءات مفتوحة مع القراء والمحبين للعلم والأدب والشعر، الأمر الذي يضفي على هذه المعارض أهمية خاصة في التثقيف المجتمعي.

وعامة، تهدف معارض الكتب ليس فقط إلى ردّ الاعتبار للثقافة المجتمعية، بصفتها حركة توعوية وتنموية مستدامة، ولكن أيضًا لكسر الحواجز النفسية والثقافية بين المجتمعات، من خلال مشاركة الأدباء والمفكرين في هذه المعارض. وكذلك استضافة دُور النشر من مختلف الدول، ودراسة كلّ الوسائل الحديثة لتعميق التبادل الفكري والثقافي بينها. وتُقدّم المعارض أيضًا فرصة مهمة لدُور النشر لتقديم آخر إنتاجاتها للجمهور من محبي القراءة. كما تعدُّ المعارض فرصة مهمة للأسرة وللشباب للترفيه والاستمتاع والتعلم في الوقت ذاتِه.

وفي هذا الإطار، تأتي أهمية الدورة الـ 32 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يعقد خلال الفترة من 21 إلى 28 مايو الحالي، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة. وتعدُّ هذه الدورة هي الأكبر في تاريخ المعرض من ناحية المساحة وعدد المواقع الثقافية حيث تستضيف ما يزيد على 2,000 فعالية ثقافية وأدبية ومعرفية وفنية، وتشهد أيضًا مشاركة أكبر عدد من الناشرين بإجمالي يتعدى 1,300 عارض من أكثر من 85 دولة، يقدّمون ما يربو على 500 ألف عنوان. وتعدُّ هذه النسخة استثنائية بالنظر إلى حجم وتنوع فعالياتها التي توفر تجربة ثقافية وفنية وأدبية مميزة تلبي تطلعات واهتمامات الزوار من مختلف الأذواق والفئات العمرية، بما يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة للكتاب ومنارة للإشعاع الثقافي والفكري.

ويستضيف المعرض الجمهورية التركية ضيف شرف لهذا العام، ويحتفي كذلك بإنجازات الفيلسوف العربي ابن خلدون، مؤسّس علم الاجتماع، باعتباره “الشخصية المحورية” لهذه الدورة، كما يحتفي المعرض بمفهوم “الاستدامة” تماشيًا مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عاماً للاستدامة وقبيل استضافتها فعاليات مؤتمر كوب 28، حيث يُخصص ندوات وجلسات حوارية حول تفعيل الاستدامة بمفهومها الشامل في شتى المجالات مثل المناخ والأمن الغذائي، ويبحث سبل تعزيز وعي الشباب بتحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في الدورة الحالية للمعرض من خلال إطلاق 6 كتب جديدة من مختلف التخصصات العلمية، وعرض عشرات الإصدارات التي تتنوع بين كتب أصيلة ومترجمة ومجموعة من السلاسل العلمية، وعقد العديد من الندوات وحلقات النقاش. كما تأتي مشاركة المركز في إطار رؤيته وتوجهه العالمي المتمثل في الانفتاح على مختلف المؤسسات الثقافية والفكرية والبحثية، والإسهام في نشر المعرفة التي تصنع المستقبل وتواجه الفكر المنحرف والكراهية، وتنشر قيم الخير والسلام والتعايش والتسامح.

 

 


تعليقات الموقع