شرطة دبي تبحث “مخاطر استنشاق أول أكسيد الكربون بالمركبات”

الإمارات

دبي – الوطن

شهد  اللواء أحمد ثاني بن غليطة، مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بشرطة دبي، انطلاق ورشة عمل حول مخاطر استنشاق غاز أول أكسيد الكربون بالمركبات، بحضور عدد من مديري مراكز الشرطة ومديري الإدارات الفرعية في الإدارات العامة، ومجموعة من المُختصين من الشركاء الخارجيين.

وأكد اللواء أحمد بن غليطة، أن القيادة العامة لشرطة دبي، حريصة على تفعيل ودعم منظومة الشراكة والتعاون مع الشركاء الخارجيين، في سبيل تطوير آليات العمل، والوقوف على التحديات للخروج بحلول تعزز تحقيق أهداف شرطة دبي وتوجهاتها في تعزيز الأمن والأمان والسلامة العامة.

وبيّن اللواء ابن غليطة، أن هذه الورشة، تأتي في إطار العمل المشترك لبحث سبل المكافحة والتوعية بإحدى الممارسات الخاطئة التي يقوم بها أفرادٌ من المجتمع، والمتمثلة في تشغيل المركبة في مكان مغلق دون تهوية كافية، الأمر الذي يعرضهم لخطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون أو الوفاة، وهو ما نطلق عليه اسم “القاتل الصامت”.

وأوضح أن خطر التعرض للتسمم بأول أكسيد الكربون، يكمن في عدم وجود رائحة أو لون لهذا الغاز، الأمر الذي يصعب اكتشاف وجود الغاز وارتفاع تركيزه في مكان مُغلق، لافتاً إلى أن أعراضه تتمثل في الصداع والشعور بالنعاس والإرهاق والخمول، فيدخل الشخص في غيبوبة دون إدراكه لخطورة ما يتعرض له، مشدداً على ضرورة تكثيف وتوحيد الجهود بين كافة الجهات المعنية للتوعية بخورة الغاز، وبحث سبل وضع تدابير وإجراءات سلامة آمنة تقي الأفراد من التعرض لخطر التسمم بأول أكسيد الكربون.

مُسببات الحوادث

بدوره، قال الرائد خبير الدكتور المهندس محمد علي القاسم، رئيس قسم الهندسة الجنائية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، إن الدراسات التي قامت بها الإدارة العامة بشأن الحالات التي تعرضت للتسمم بأول أكسيد الكربون، أظهرت قلة وعي بعدد من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها عدد من الأفراد، وذلك لأن البلاغات الواردة عن حدوث وفيات أو إصابات وقعت في مركبات أُجري عليها تعديلات جوهرية في الفلاتر الخلفية للمركبة، لزيادة قوة الدفع ورفع الكفاءة، مبيناً أنه وبعد البقاء في المركبة فترة من الزمن، سواء في مكان مغلق أو مفتوح، ارتفعت نسبة أول أكسيد الكربون في المركبة، وتعرض الأشخاص للتسمم بأول أكسيد الكربون.

وأضاف الرائد القاسم، “تبين لنا من الحوادث المرصودة، أنها وقعت نتيجة عدة أسباب، منها أن المركبات قديمة ولا يجرى لها صيانة بالصورة المناسبة، أو يجرى عليها تعديلات جوهرية تؤثر في جودة الهواء داخل المركبة، أو نتيجة ممارسات خاطئة من الأفراد بوجودهم في المركبات بوضعية التشغيل لفترة طويلة داخل مكان مغلق. وعليه لابد من الوعي بتداعيات وخطورة ارتكاب أحد تلك الممارسات على حياة مستخدم المركبة.”

لوائح مُلزمة

من جانبه، قال السيد سيف الفلاسي، مدير إدارة الشؤون القانونية في الإدارة العامة لحقوق الإنسان، إن الورشة تتضمن بحث سبل تقديم توصيات بالتعاون مع الشركاء والجهات المختصة بشأن اللوائح والقوانين التي يمكن لها الحد من الإصابات والوفيات الناتجة عن استنشاق الغازات السامة في المركبات، ذلك أن الممارسات الخاطئة لبعض الأفراد قد ينجم عنها حوادث قاتلة، لذلك وجب بحث التشريعات المتعلقة بالجوانب البيئية وفقاً للنقاط الفنية لأهل الاختصاص.

تقييم جودة الهواء

وتطرق السيد يوسف المرزوقي، مدير إدارة المواصفات بالإنابة في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إلى ضرورة الخروج بمواصفات ومقاييس تتعلق بتقييم جودة الهواء داخل المركبات، بحيث تُصبح مواصفة مُلزمة تضمن السلامة والصحة البيئية، وسلامة مستخدمي المركبات.

خطورة CO

وتطرقت خبير أول سموم ابتسام عبد الرحمن العبدولي، مدير إدارة الأدلة الجنائية التخصصية، في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة خلال الورشة، إلى خطورة تعرض الفرد إلى التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، قائلة “يحل غاز أول أكسيد الكربون محل غاز الأكسجين في المكان المغلق تدريجياً، ونظراً لعدم وجود رائحة ولا طعم ولا لون لغاز أول أكسيد الكربون، فإن جزيئاته تحل تدريجياً محل الأكسجين في الدم، فيشعر الشخص بأعراض طفيفة، كالصداع، وضيق في التنفس والدوار والغثيان، حتى يتشبع دمه بأول أكسيد الكربون، فيدخل في حالة إغماء ثم يفارق الحياة.”

وقالت الخبير العبدولي ” ينتج غاز أول أكسيد الكربون عن احتراق الوقود أياً كان مصدره، كالفحم والحطب والبلاستيك وغيره، وإذا ما كانت عملية الاحتراق داخل مكان مغلق دون تهوية، فإن كمية غاز أول أكسيد الكربون ستزداد تدريبجاً، وتطغى على كمية الأكسجين، ولن يتمكن الأفراد الموجودون في المكان المغلق من معرفة ذلك، لأن الغاز لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وسيشعرون بالإعياء والصداع وصولاً إلى فقدان الوعي ثم الوفاة، نتيجة هذا القاتل الصامت، الذي يتسبب بوقوع وفيات سنوياً في العالم كله نتيجة قلة الوعي بهذه الممارسات الخاطئة والمميتة.”

وحول كيفية التصرف إذا ما شعر البعض بأعراض وجود غاز أول أكسيد الكربون، أو حال عثورهم على أفراد في حالة إغماء، دعت العبدولي إلى سحب الأشخاص المغمى عليهم خارج المكان المغلق فوراً، وفتح النوافذ لإدخال الأكسجين إلى المكان، والاتصال بالإسعاف فوراً لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

4 محاور

وتضمنت الورشة جلسة عصف ذهني، ناقش فيها المختصون والخبراء من اشركاء الداخليين والخارجيين، 4 محاور، شملت، معايير فحص وتجديد المركبات القديمة، والتوعية بالمخاطر عبر وسائل الإعلام، وسبل الحد من تكرار الظاهرة، والتشريعات والقوانين المحلية والاتحادية.

يُذكر أن الورشة شارك فيها كل من وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، واللجنة العليا للتشريعات، وبلدية دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، ودائرة الاقتصاد والسياحة، بالإضافة إلى الشركاء الداخليين في شرطة دبي، ممثلين بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، ومراكز الشرطة، والإدارة العامة للمرور، والإدارة العامة لحقوق الإنسان، والإدارة العامة للنقل والإنقاذ، والإدارة العامة لإسعاد المجتمع.


تعليقات الموقع