إنسانية بلا حدود

الإفتتاحية

إنسانية بلا حدود

 

بأوامر وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة الخير ورمز الإنسانية، تؤكد الإمارات عبر كافة مبادراتها النبيلة عزيمة لا تعرف الحدود  في ميادين البذل والعطاء لتأمين احتياجات المجتمعات التي تمر في ظروف صعبة وقاهرة للتخفيف من حدتها ودعم تجاوزها، وذلك انطلاقاً من مثلها وأصالة نهجها وما يمثله الخير فيها من توجه راسخ ودائم، وهي مسيرة متعاظمة ومستدامة وشديدة الفاعلية في مختلف محطاتها ومنها حملة “الفارس الشهم2” التي سبق وأن أطلقتها قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع  وتتواصل لإغاثة منكوبي الزلزال المدمر الذي سبق وأن ضرب مناطق واسعة في سوريا وتركيا بكل ما تمثله من تجاوب مشرف وجسر تضامن وتكاتف عبر استجابة غير مسبوقة في محافل العمل الإنساني منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة واستمرارها وصولاً إلى مرحلة التعافي وتتميز بتنوع مبادراتها التي تتجاوز حدود المناطق المتأثرة بالزلزال لتشمل عدة محافظات في سوريا الشقيقة وآخرها 4 مبادرات استكمالاً للعطاء المستمر الذي يوسع نطاق المستهدفين بالدعم الأخوي وهي مبادرة “مدرستي هويتي” لترميم وصيانة 40 مدرسة في محافظة اللاذقية، ومبادرة “فرسان التعليم” لتوفير حواسيب محمولة ومكتبية لدعم التحول الرقمي وتوفير لوازم التدريب لكليات الهندسة والطب والصيدلة بجامعة تشرين السورية، بالإضافة إلى تجهيز وتوزيع “كسوة العيد” على 44000 سوري في محافظات حمص وحلب وحماة واللاذقية، وكذلك توزيع ألفي أضحية من مبادرة “الأضاحي” على 100 ألف مستفيد في المحافظات الـ4، والتي تم الإعلان عنها بالتزامن مع استمرار تقديم المساعدات الطبية والغذائية لصالح شريحة واسعة من المتضررين.

يسجل التاريخ بمداد من نور الأثر الكبير والنتائج المبهرة التي تحققها مسيرة العطاء الإماراتية لصالح المستهدفين بالدعم ومنها الجهود الإنسانية في سوريا، فكما تشكل شريان حياة من خلال تسيير أكثر من 184 طائرة و3 سفن أوصلت آلاف الأطنان من المواد الأساسية والمستلزمات الضرورية، فهي كذلك تعيد الأمل والأمان الاجتماعي والنفسي وتستبدل دموع الألم بابتسامات الاطمئنان لدى مئات الآلاف الذين كانوا على ثقة مطلقة ومنذ اللحظات الأولى للزلزال الذي وقع في شهر فبراير الماضي بأنهم لن يُتركوا بمفردهم وأن هناك أخاً لن تزده التحديات التي تمر بها الإنسانية مهما عظمت  إلا عزيمة وحرصاً على نجدة الشقيق والصديق في مختلف الظروف.

للإنسانية أهلها وللحمية الأصيلة والتوجهات الكريمة فرسان هم رسل سلام ومحبة وعطاء يعبرون من خلال جهودهم عن أرفع درجات التضامن والتفاعل دون أن يكون لحجم التحديات أي تأثير على زخم العطاء المتعاظم الذي تقوم به الإمارات وطن المحبة والإنسانية.


تعليقات الموقع