بشائر “كوب28”
تتوالى النتائج الواعدة التي شهدها النصف الأول لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب28″، والتي تؤكد زخم الجهود للخروج بإنجازات ترضي الطموحات العالمية إيذاناً بتدشين حقبة جديدة وحاسمة في تاريخ العمل المناخي، وذلك من خلال تعهدات بجمع أكثر من 210 مليارات درهم “أكثر من 57 مليار دولار”، أكدتها دول وشركات ومستثمرون ومؤسسات خيرية، في الأيام الأربعة الأولى، وترقب المزيد بفعل انطلاقة قوية شهدت إطلاق الإمارات عدة مبادرات مثل صندوق عالمي تحفيزي بقيمة 110 مليار درهم لمعالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ، وتخصيصها 735 مليون درهم لتعزيز المرونة المناخية في البلدان النامية، و550 مليون درهم للأمن المائي.. وأعقبته مجموعة من الإعلانات تشمل التمويل والصحة والغذاء والطبيعة والطاقة بفعل النجاح التاريخي للإمارات التي يحسب لها تحقيق توافق عالمي وتوحيد الجهود، وهو ما دعا المشاركون إلى اعتبار هذه الدورة من مؤتمر الأطراف الأهم والأكثر نجاحاً على مستوى تفعيل العمل المناخي.
الإنجازات تعكس قدرة الإمارات على التعامل مع التحديات، ورغم أن العالم ليس في أفضل حالاته في الوقت الحالي ويحتاج إلى الكثير من العزم والتعاون وصدق الالتزام لتقريب المستهدفات، فإنه بفضل حرص الإمارات أصبح أكثر استعداداً وتمكناً من الآليات اللازمة والفكر الاستراتيجي المطلوب، فهناك الكثير من النجاحات القائمة على العمل الجماعي وتعزز الأمل جراء الاستجابة المبهرة وما يتم الإعلان عنه من توافقات والتزامات وتفاؤل غير مسبوق بأن المشهد العالمي سيشهد تحولاً كبيراً على مستوى العمل المناخي والقطاعات الرئيسية سواء المؤثرة فيه كالطاقة وضرورة تنوع مصادرها ومضاعفة استثماراتها، أو التي تتأثر بالمناخ وتتعلق بحياة المجتمعات والتي يؤكدها عدد من الإعلانات العالمية مثل “المسرع العالمي لخفض الانبعاثات”، والتزام 22 دولة بمضاعفة الطاقة النووية بمقدار 3 مرات بحلول 2050، وأكثر من 123 دولة بمضاعفة قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة إلى ثلاث مرات بحلول عام 2030، وإنجاز تاريخي في النظم الغذائية وقطاع الزراعة عبر إعلان 134 دولة للمساهمة في دعم 5.7 مليار إنسان، وغير ذلك الكثير الذي يؤكد أن ما بعد “كوب28” لن يكون كما قبله وسيغير حال العالم إلى الأفضل.
الاستعدادات والتنظيم المبهر والشفافية في طرح كل ما يتعلق بحجم التحدي المناخي من حيث “الواقع والتداعيات والآثار” وما يجب القيام به والجهود التحضيرية للمؤتمر كان لها أفضل الأثر في مضاعفة الوعي وتشكيل رأي عام عالمي وتحفيز الجهود الجماعية المنظمة، ولهذا وصل رؤساء وممثلو عشرات الدول إلى الإمارات وهم يدركون أهمية عزيمتها وحرصها على إنقاذ الكوكب ودقة رؤيتها، فسارعوا إلى التعبير عن تفاعلهم الإيجابي مع مبادراتها تأكيداً لنجاحها في جمع وتعبئة العالم من “دول وهيئات وقطاع خاص ومجتمع مدني” ووضعه على الطريق الصحيح لكسب معركة المناخ وتحقيق أهداف “كوب28”.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.