“كوب 28” نجاح تاريخي للإمارات

الإفتتاحية

“كوب 28” نجاح تاريخي للإمارات

 

العالم الذي قصد الإمارات حاملاً الكثير من الأمل للمشاركة في “كوب28” الحدث الأهم على مستوى العمل والطموحات المناخية أصبح متسلحاً بالعزيمة وأكثر ثقة بالقدرة على المضي نحو التعامل بجدية والتزام أكبر لإنقاذ الكوكب، وذلك بفضل جهود استثنائية انطلاقاً من توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة وعمل جماعي مبهر على المستوى الوطني من حيث الاستعداد والتخطيط والتنظيم والأجندة الغنية ليكون المؤتمر على هذا المستوى من الإلهام والإبهار الذي تؤكده الإنجازات المحققة، إذ حرصت الإمارات على تقديم لغة مختلفة ونمط جديد من التفكير الإبداعي والحث على شجاعة اتخاذ القرارات واعتماد آليات تتسم بالمرونة “وهو ما أكدته المسودة المعدلة لنص المفاوضات النهائية بمشاركة 197 دولة والاتحاد الأوروبي وتلبي كافة التطلعات وخاصة ما يتعلق منها بالوقود الأحفوري في سابقة تاريخية لإيجاد توافق دولي بهدف تفادي تجاوز ارتفاع درجة الحرارة مستوى 1.5 درجة مئوية”، بالإضافة إلى تبيان الدولة لضرورة الموازنة بين التنمية وحماية البيئة ضمن منظومة العمل المناخي وتأكيد أهمية الوفاء بالتعهدات بشكل فوري، وهي توجهات لاقت قبولاً غير مسبوق لأن ما حرصت الإمارات على بذله من جهود منذ أن أولاها العالم ثقته وسلمها دفة القيادة كان كفيلاً بنشر الإيجابية في موازاة التوعية بحجم التحدي المناخي وضرورة تحقيق نقلات نوعية نحو المستهدفات والتحذير من مغبة عدم قيام جميع الدول بمسؤولياتها.

إنجازات “كوب28” تعكس قوة عزيمة الإمارات وقدرتها على حشد العالم ووضعه على سكة التعافي المناخي، والدفع لإجراء التحولات اللازمة في مختلف القطاعات وخاصة الطاقة، فضلاً عما يمثله الحدث الأهم في العصر الحديث من رافعة للانتقال من مرحلة التعهدات إلى حيز التنفيذ العملي لمواجهة تحدي المناخ عبر ما أنجزه من الشراكات والتمويل والتحرك الفاعل والمنسق لردم الهوة بين الواقع والأهداف ومنها “جمع أكثر من 83 مليار دولار من الالتزامات المالية الجديدة وتوقيع 130 دولة على إعلان زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات و11 إعلاناً تغطي مختلف جوانب العمل المناخي بدءًا من التمويل إلى الزراعة والصحة وتفعيل الصندوق العالمي للمناخ وحشد قرابة 800 مليون دولار” وغيره الكثير في الوقت الذي يعتبر عامل الزمن شديد الأهمية ولا يبقي أي فرصة للتأجيل أو حتى المماطلة والترقب جراء ما يحتاجه من زخم على وقع الأزمات التي تنعكس على حياة الملايين وتهدد حتى الجغرافيا فهناك جزر كاملة يمكن أن تختفي  جراء التغير المناخي والقائمة تطول.

الإمارات خلال “كوب28” بكل ما يمثله من منصة ومحطة مصيرية .. أهدت العالم نمطاً مختلفاً من الاستراتيجيات والمسارات اللازمة وما يجب التركيز عليه، وكما قرعت جرس الإنذار فقد نشرت الأمل وحققت نجاحات تؤكد قدرة العالم على التكاتف ومواجهة التحدي الأخطر في تاريخ الإنسانية.


تعليقات الموقع