قرار تاريخي يجسد إنسانية الإمارات
عزيمة دولة الإمارات وجهودها المشرفة في مجلس الأمن الدولي والتي تكللت بالقرار التاريخي “2720” الذي يطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض، ولاقى ترحيباً عالمياً منقطع النظير، مرده ما أحدثه من خرق كبير خلال الظرف الصعب والخطر الذي تمر فيه المنطقة والعالم، سواء من حيث إنهائه لحالة الجمود التي كانت حتى ما قبل صدروه تسبب شللاً للتعاون والتكاتف والتحرك الجماعي الدولي المطلوب، أو لما يمثله من محطة نوعية وإنجاز فريد يمكن البناء عليه وذلك بفضل عبقرية وحنكة الدبلوماسية الإماراتية وقدرتها على تقريب وجهات النظر وتذليل كافة العقبات والتوصل إلى إجماع وتوافق دولي عليه بعد نشاط كبير وحوار ماراثوني قادته بكل اقتدار ليرى “القرار” النور، وذلك استناداً إلى مواقفها النبيلة وتوجهاتها التي تشدد عليها منذ اندلاع الأزمة في 7 أكتوبر الماضي، وسعيها الحثيث إلى تحقيق وقف فوري وشامل لإطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات وتنشيط المسارات الدبلوماسية ومبينة أن ذلك مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي وكافة أقطابه التي يمكن أن يكون لها تأثير ويتوجب عليها القيام بها بهدف إنهاء المأساة الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع وحقن شلالات الدماء مع سقوط قرابة 74 ألف ما بين قتيل وجريح غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال جراء موجة العنف بكل ما تمثله من خطر يهدد أمن واستقرار المنطقة.
ستبقى الجهود التاريخية التي تقوم بها الإمارات على الصعد كافة مثالاً يقتدى لما تعكسه من عزيمة تنطلق من دوافع إنسانية بحتة، ونجاحها في مجلس الأمن بفضل مكانتها المرموقة وعلاقاتها الحضارية مع كافة الدول وما تحظى به من ثقة وإجماع على أهمية توجهاتها وبعد رؤيتها وحكمة سياستها وعملها على حماية حياة الإنسان وتجنيبه المعاناة وويلات الحروب، وهو ما يمثل محطة ضمن مواقفها التاريخية الداعمة للشعب الفلسطيني الشقيق، خاصة أن القرار يضمن أعلى درجات الشفافية والحرص على وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها عن طريق منسق أممي يعينه الأمين العام للأمم المتحدة، وبالتالي فنجاح الإمارات في وضع آلية ملزمة عبر المنظمة الدولية يمثل البوصلة لتحقيق مستهدفات جهود الإغاثة الإنسانية اللازمة لقطاع غزة بعد الدمار الكبير والهائل الذي أتى عليه، وسوف يكون القرار “2720” دافعاً لجميع الدول التي تستشعر خطورة مواصلة التصعيد لبذل المزيد من الجهود لوضع حد للأزمة.
الإمارات تعمل بجد وعزيمة وتثبت دائماً قدرتها الفريدة على التعامل مع التحديات وجمع العالم للتكاتف والعمل المشترك في سبيل حماية وإغاثة المدنيين الأبرياء، ومؤكدة التأثير الكبير لجهودها التي تعبر عن القيم الأخلاقية والإنسانية التي يجب أن تكون أساس التوجهات العالمية الرئيسية في مختلف الظروف، وهو ما تابعه الجميع حول العالم مثمناً جهودها لإنجاح تمرير “القرار”.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.