إنسانية مستدامة تتعاظم فصولها

الإفتتاحية

إنسانية مستدامة تتعاظم فصولها

بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، تعزز دولة الإمارات الاستجابة الإنسانية لإغاثة المدنيين في قطاع غزة بالمواد الأساسية والضرورية للحياة، وللحد من تداعيات الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعيشونها جراء الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي، وخاصة بالنسبة للفئات الأكثر تأثراً والذين يتعذر الوصول إلى أماكن تواجدهم، ضمن عملية “الفارس الشهم 3” تنفيذاً لأوامر سموه، والتي تعتبر من أكبر حملات العطاء والإغاثة في تاريخ العالم الحديث، إذ أوصلت الإمارات خلالها آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية “براً وبحراً وجواً” سواء عبر مبادراتها التي تقوم بها، أو بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والشراكات مع المنظمات والهيئات الدولية، وأحدثها مع المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى “أنيرا” ووصول سفينة جديدة تحمل 400 طن من المعونات الغذائية إلى ميناء أشدود عبر ميناء لارنكا في قبرص، ليتم نقلها في شاحنات إلى غزة.. في الوقت الذي نفذت فيه “عملية طيور الخير” بالتعاون مع جمهورية مصر العربية الشقيقة عملية الإسقاط الجوي الـ 40 على شمال غزة فوق المناطق المعزولة وأنزلت خلالها 82 طناً من المساعدات ليصل إجمالي ما تم إسقاطه إلى 2681 طناً وليتجاوز حجم المساعدات التي أرسلتها الإمارات إلى شمال غزة براً عبر معبر كرم أبو سالم و جواً حوالي 3051 طن.
الاستجابة الشاملة التي تقوم بها الإمارات وتعزز موقعها في طليعة الداعمين الإنسانيين تتضمن مسارات متعددة مثل الإغاثة بالمساعدات ومستلزمات الإيواء وتقديم الخدمات العلاجية والرعاية الطبية داخل الدولة، وفي المستشفى الميداني بالقطاع وعبر المستشفى العائم في مدينة العريش، وتأمين مياه الشرب لمئات الآلاف في غزة، وغير ذلك في محطة تاريخية ضمن مسيرة عريقة تقف فيها الإمارات دائماً مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ويواكبها التأكيد على أهمية التوصل إلى الوقف الفوري والشامل والتام لإطلاق النار ومنع اتساع رقعة الصراع، وضرورة تفعيل المسارات السياسية والدبلوماسية وتنشيط جهود تحقيق السلام العادل والشامل وفق “حل الدولتين” لكونه المسار الوحيد الذي يمكن أن يوجد حلاً جذرياً للصراع ويؤسس لحقبة جديدة تنعم فيها المنطقة وشعوبها بالتعايش بعيداً عن ويلات الحروب كالتي تحدث في غزة ووقع ضحيتها عشرات الآلاف ” 34454 قتيلاً و77575 مصاباً وآلاف المفقودين” أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وتسببت بدمار هائل .. وهو وضع كارثي يوجب تعزيز العمل الدولي الجماعي والمتعدد الأطراف كما تؤكد الإمارات دائماً ومن خلال كونها سباقة إلى دعم وتبني كل توجه هادف، خاصة أن المجتمع الدولي بأقطابه الفاعلة يواجه امتحاناً تاريخياً أمام كارثة غزة وحتى الآن لا يبدو أنه على قدر المسؤولية الواجبة طالما بقي عاجزاً عن إنهاء المأساة.


تعليقات الموقع