ضمن جلسة بعنوان "مستقبل محتوى الطفل.. بين التنافسية والقيم الثقافية"

خبراء يؤكدون في “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024”: صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة

الإمارات

 

 

 

 

 

الشارقة – الوطن:

أكد عدد من خبراء الإعلام وعلم النفس أن صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة لا تقل أهمية عن مهنة المعلمين والتربويين، لأنها قادرة على غرس القيم الإيجابية في نفوس الأطفال وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، كما أنها تسهم في حمايتهم من الظواهر السلبية المختلفة كالتنمر، والضغط، والتوتر، والإساءة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “مستقبل محتوى الطفل.. بين التنافسية والقيم الثقافية”، استضافت الدكتورة فهدة باوزير، أخصائي نفسي أول اكلينيكي، وشادي شرايحة، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في شركة “ديجيتيلز”، وأدارها الإعلامي السعودي خليل الفهد، خلال فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ13 من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي” الذي نظمه “المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة” “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”.

 

 

قيم أخلاقية وملكات إبداعية

وأشارت الدكتورة فهدة باوزير إلى قدرة أفلام الكرتون والرسوم المتحركة على زرع القيم الإيجابية والأخلاقية في نفوس الأطفال، وتحفيزهم على الاستكشاف المعرفي والتفكير الطموح، والسعي إلى تحقيق الأهداف، وتنمية المهارات الشخصية والأكاديمية، مؤكدة على أهمية تحديد نوعية البرامج بطريقة تراعي المحتوى الجامع بين التعليم والترفيه من أجل فتح بوابة إلى عالم الخيال والإبداع، وضمان تسريع وتسهيل مهمة الأهل في تعليم أطفالهم كيفية اتخاذ قرارات واعية.

واستعرضت الدكتورة فهدة باوزير مجموعة من القيم والمهارات الإيجابية التي يمكن للأطفال تعلمها من خلال أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، ومنها التمارين الرياضية والأكل الصحي، وتقنيات التنفس بطريقة سهلة ومبسطة، وأساسيات الإسعافات الأولية، والهدوء، وتنظيم الوقت، والروح الرياضية والصداقة، إلى جانب تنمية ملكة الخيال والإبداع والكتابة، وتطوير مهارات معينة يحتاجها الطفل لإثراء فكره، وسلوكياته، محذرة من الصدمات النفسية ومشاعر الخوف التي قد يتعرض لها الطفل جراء مشاهدة محتوى غير مناسب لفئته العمرية.

 

تنافس ومسؤولية كبيرة

بدوره، استعرض شادي شرايحة الأثر الكبير لأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة على الطفل، مؤكداً أن  كل صانع محتوى متخصص بمضمون الطفل عليه أن يدرك مسؤوليته، لا سيما في ظل منافسة الكم الهائل من المحتوى العالمي الذي يتدفق إلى شاشاتنا ومنصاتنا، لا سيما وأن صناعة الأنيميشن هي صناعة ناشئة في الوطن العربي، وأشار إلى دراسة تبين أنه في عام 2019 وصل عدد الساعات التي يقضيها الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 4.5 ساعات مقابل 5.5 ساعات ونصف يومياً في عام 2023.

وأكد شادي شرايحة أن صناع محتوى الطفل العربي الذي يفكرون في الربحية السريعة مخطئون، في ظل تحديات إنتاج محتوى قيّم يسرد قصصنا ويستعرض قيمنا، وهذا ما يبرز أهمية الفكر الاستراتيجي والتعاون بين المحطات وصناع محتوى الطفل لنكون قادرين على تقديم محتوى قيّم للأطفال بعيداً عن الأرباح السريعة لأن الأرباح ستأتي عاجلاً أم آجلاً إذا كان المحتوى مفيداً.

 

تحديات وحلول

وحول التحديات التي تواجه صناع محتوى الطفل، صرح شرايحة بأن أبرزها تشمل تحقيق التوازن بين المحتوى الجاذب والرسالة التي نريد إيصالها، ضمن الفترة الزمنية التي يستطيع الطفل التركيز فيها، والنجاح في شد انتباهه، إلى جانب صناعة محتوى علمي دقيق ومتطور تكنولوجياً يواكب التقدم التقني والتكنولوجي الهائل، حيث تتوجه صناعة المحتوى العالمية المخصصة للطفل إلى استخدام الواقع المعزز ويتم فيها مسح الكود عن القصة فتظهر الشخصية وتبدأ برواية الحكاية.

وتطرق شرايحة إلى أهمية طرح المواضيع التي تلبي اهتمامات الطفل وتحل مشاكله وتساعده في التغلب على التحديات التي تواجهه، وتلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقات، معرباً عن أمله في تأسيس منصة قادرة تقييم المحتوى من خلال مجموعة من الخبراء في الإعلام والتربية والتعليم وعلم النفس.


تعليقات الموقع