الإمارات وعُمان.. الفرح واحد
خصوصية العلاقات الأخوية المتجذرة بين دولتي الإمارات وعُمان الشقيقتين، تستند إلى تاريخ عريق قوامه الإيمان بوحدة المسار وحتمية التعاون والتكاتف، والجوار والعادات المشتركة والموروث الثقافي والاجتماعي والقيم الأصيلة ووشائج القربى والمحبة، والحرص الدائم من قبل قيادتي البلدين على مواصلة البناء عليها لكل ما فيه خير وصالح البلدين وشعبيهما، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال تهنئة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، بمناسبة اليوم الوطني الـ54 بقول سموه: “أهنئ أخي السلطان هيثم بن طارق وأهلنا في عمان الشقيقة بمناسبة اليوم الوطني مع صادق أمنياتي بالمزيد من التقدم والنماء والعز، بينما تفرح عمان بيومها الوطني فإن الفرحة تمتد إلى الإمارات وشعبها لأن فرحتنا واحدة وتجمعنا القرابة والجوار والمصير المشترك، وبتعاوننا ومحبتنا سنواصل تعزيز روابطنا من أجل ازدهار بلدينا الشقيقين ورخائهما”، وذلك في تأكيد على متانة وقوة التعاون وما تمثله استدامة تطويره من أولوية في نهج القيادة الرشيدة، وخاصة أن كل إنجاز في أي دولة يعتبر موضع فخر واعتزاز مشترك وإضافة قوية إلى الطموحات التي لا تعرف الحدود في الازدهار والتحديث ومضاعفة المكتسبات المعززة للتنمية الشاملة، وذلك انطلاقاً من قوة العلاقات والشراكة التي يتم العمل من خلالها لخدمة مصالح وتطلعات الدولتين والشعبين الشقيقين.
مشاركة الإمارات، سلطنة عمان، احتفالاتها بمناسبة اليوم الوطني، الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام، تجسيد للتكاتف الأخوي وفاعلية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتعبيراً عن الاعتزاز بالنهضة الحضارية المتسارعة التي تشهدها عُمان، وهي تواصل تعزيز ما تنعم به من تنمية وتطوير في مختلف المجالات التي تدعم أهداف الرؤية المستقبلية “عُمان 2040″، وذلك في الوقت الذي تتنامى فيه مجالات التعاون وتبينها العلاقات الاقتصادية “حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين العام الماضي 51 مليار درهم مقارنة مع 48.7 مليار درهم في العام 2022 بنمو 5%”، حيث أن الإمارات أكبر شريك تجاري للسلطنة، وتستحوذ على أكثر من 40% من وارداتها من العالم، وتستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية، وتؤكدها كذلك مذكرات التفاهم والاتفاقيات والشراكات الاستثمارية التي تم الإعلان عنها في أبريل الماضي بقيمة 129 مليار درهم في قطاعات حيوية.
الإمارات وعُمان تقدمان نموذجاً يقتدى للعلاقات بين الأشقاء، وذلك بفعل الجهود المبذولة لاستدامة تطويرها، في الوقت الذي تعكس فيه توجهاتهما الداعمة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم أهمية دورهما ومكانتهما المرموقة، وذلك بفضل ما يميز نهجهما من حكمة ورؤية بعيدة وعمل دؤوب لتحقيق الأفضل لجميع الشعوب.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.