قمة العشرين منصة محورية لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة تحديات المناخ والتنمية المستدامة

قمة العشرين.. بناء عالم عادل وكوكب مستدام

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية
قمة العشرين.. بناء عالم عادل وكوكب مستدام

 

تشهد مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية انعقاد قمة مجموعة العشرين يوميْ 17 و18 نوفمبر 2024 في دورتها الـ19، حيث تولت البرازيل رئاسة المجموعة رسميًا منذ 1 ديسمبر 2023، خلفًا للهند. تأتي هذه الدورة تحت شعار “بناء عالم عادل وكوكب مستدام”، بمشاركة قادة الدول الأعضاء في المجموعة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. تشارك دولة الإمارات في القمة بصفتها ضيفًا، ممثلة بوفد رسمي رفيع المستوى برئاسة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
يضم الوفد الإماراتي نخبة من كبار المسؤولين، منهم معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة، ومعالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، إضافة إلى معالي سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسعادة صالح أحمد سالم السويدي، سفير الدولة لدى البرازيل، ووليد المقرب المهيري، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة.
مجموعة العشرين تمثل منتدًى دوليًا بارزًا للتعاون الاقتصادي والمالي. وقد تأسست المجموعة في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية عام 1999، حيث قرر وزراء المالية في مجموعة الدول السبع الكبرى توسيع عضوية المجموعة لتشمل الاقتصادات الناشئة. ورغم أن اجتماعاتها في البداية كانت تتم على مستوى وزراء المالية فقط، فقد تطورت لتصبح قمة على مستوى قادة الدول بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008. واليوم، تضم المجموعة دولًا تمثل حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة الدولية، وثلثيْ سكان العالم، ما يعكس أهميتها المحورية في تشكيل السياسات الاقتصادية العالمية.
تشهد قمة هذا العام زخمًا كبيرًا مع تولي البرازيل رئاسة المجموعة، إذ تركز أجندتها على تطوير منظومة الحوكمة العالمية، ومكافحة الفقر والجوع، بالإضافة إلى مواجهة تحديات المناخ وتحولات الطاقة. وتكتسب القمة أهمية خاصة لدولة الإمارات، التي تواصل دعمها لهذه الأولويات العالمية، خصوصًا في ظل الدور البارز الذي لعبته في استضافة مؤتمر الأطراف “COP28″، حيث عززت من مكانتها كشريك دولي فاعل في قضايا المناخ والتنمية المستدامة.
جديرٌ بالذكر أن دولة الإمارات ترتبط مع دول مجموعة العشرين بعلاقات تجارية واستثمارية متنامية، حيث سجلت التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات 196.1 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع البرازيل، تُعَدُّ الإمارات من أكبر شركائها التجاريين في الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 13.28 مليار درهم خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري. وتُقدر الاستثمارات الإماراتية في البرازيل بنحو 5 مليارات دولار، تشمل شركات بارزة مثل “مبادلة”، وموانئ دبي العالمية، وطيران الإمارات، وبنك أبوظبي الأول، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
على صعيد العمل الجماعي لمواجهة تغير المناخ، أعلنت البرازيل هذا العام انضمامها إلى إعلان الإمارات بشأن الإطار العالمي للتمويل المناخي، الذي أطلق خلال مؤتمر”COP28”. وقد حقق هذا الإعلان إنجازًا تاريخيًا، حيث جمع أكثر من 85 مليار دولار من التمويل، وأطلق 11 تعهدًا عالميًا. ويُعَدُّ هذا الانضمام مؤشرًا على التنسيق الوثيق بين أجندات مؤتمرات الأطراف ومجموعة العشرين، حيث تستعد البرازيل لاستضافة مؤتمر “COP30” في مدينة بيليم عام 2025.
تمثل قمة العشرين في دورتها الحالية فرصة مهمة لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية الملحّة، ولصياغة سياسات تدعم التنمية المستدامة وتُرسخ العدالة بين الدول.
في النهاية؛ تُعَدُّ قمة العشرين في دورتها الحالية منصة محورية لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة تحديات المناخ والتنمية المستدامة، وسوف تتجسد من خلال العمل المشترك بين الدول الأعضاء والشركاء فرصة لبناء عالم أكثر عدالة واستدامة. وتبقى دولة الإمارات نموذجًا للتعاون الفاعل، بما يعكس دورها الريادي في تشكيل مستقبل اقتصادي ومناخي أفضل.


تعليقات الموقع