الشهداء باقون في عقولنا ونفوسنا رمزاً من رموز الكرم والعطاء

لكي لا ننسى

مقالات
نورة الحوسني: زوجة شهيد الإنسانية

لكي لا ننسى

 

للعيد معانيه الجميلة التي تحتفظ بها النفوس، وتشتاق إليها شوق الأرض للمطر،وشوق العليل للشفاء، إنه الفرح والسعادة، ومناسبة للانعتاق من هموم الحياة و أتراحها، ولعل أجمل معاني هذا العيد الذي نحتفل فيه في نهاية شهر رمضان المبارك، أنه المكافأة لنا بالفرح، لما قدمنا في طاعة الله تعالى، خلال الشهر الفضيل، إنه الفرح والسعادة التي تبقى عالقة في ذاكراتنا مع الأيام، فللعيد طعم واحد لا ينسى، وإن تبدلت نكهاته من زمن إلى آخر.
وكما هو العيد بالنسبة للأفراد مناسبة للابتهاج، فإنه بالنسبة للشعوب تلك المناسبة التي تجمع بين أبناء هذا الشعب أو ذاك، وتشكل في النهاية إحدى مكونات هذه الشعوب الثقافية والدينية والتاريخية. ومع أن العيد يدعونا إلى عالم أفراحه، ويدخلنا في تفاصيله الجميلة كونه مناسبة للتعبير عن الفرح والمحبة بين الناس، ومناسبة لتأكيد العلاقات الاجتماعية والأسرية الرائعة، التي يتميز بها مجتمعنا العربي، والمجتمع الإسلامي عامة.
ومع أن شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد هما مناسبتين دينيتين مقدستين، إلا أنهما يعيداننا إلى التفاصيل الجميلة في تراثنا، وتلك العادات والتقاليد الرائعة التي درج عليها أجدادنا وآباؤنا، فنعود بذاكرتنا الجمعية إلى ليالي رمضان في الماضي، وحق الليلة، وتلك التفاصيل الحميمية الجميلة التي ترافق العيد بلحظاته السعيدة.
ومع أن أحد منا لا يريد لبهجة العيد أن تمضي من دون أن يتذوق طعمها، ويعيش أفراحها وتفاصيها الجميلة، إلا أنه يبدو جدير بنا في هذه المناسبة العظيمة، أن نتذكر رجالاً ما كنا نستطيع الاحتفال واستقبال أعيادنا بالفرح، لولا سواعدهم التي بنت وتحمي وطننا الحبيب الإمارات .
كم يبدو حري بنا ونحن نعبر أيام عيد الفطر السعيد، أن نتذكر البناة الحقيقيين ،لبلادنا التي ترفل بثوب الأمن والأمان، وعلى رأسهم الراحل الكبير، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته .
فلولا هؤلاء الرجال العظماء الذين كافحوا وناضلوا، وتحدوا كل الصعاب، لما كنا اليوم نستقبل أعيادنا، بوجوه مستبشرة يملؤها الفرح وتغمرها البهجة.
ففي بلد يغمره الأمن والأمان، ويعيش أبناؤه والقائمون على أرضه بإخاء ومساواة، يبدو للعيد طعم آخر.
في هذه المناسبة العظيمة، لابد لنا من أن نتوقف ملياً عند هؤلاء الرجال الذين يحمون بسواعدهم هذه البلاد، والذين يقدمون أغلى ما يملكون من أجل أن نحتفي بأفراحنا بأمان .
ففي العيد وفيما نشتري أجمل الثياب، ونتناول ما لذ وطاب من الطعام والشراب كم يبدو منصفاً أن نتذكر هؤلاء الشهداء من قواتنا المسلحة، الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن، أن نتذكر شهداء المهمات الإنسانية الكثيرة التي ما انفكت بلادنا تحتل سلم الريادة فيها.
وكم يبدو رائعاً في هذه المناسبة الكريمة أيضاً، أن نشارك أسر هؤلاء الشهداء أفراحهم من خلال تأكيد محبتنا وتعاطفنا معهم، وتقديم كل المساندة والحب لهذه الأسر الكريمة، التي يحق لها أن ترفع رؤوسها عالية، بما قدمه أبناؤها من صنيع للوطن، تسمو به الهامات ،وتعلو به النفوس، وينال أصحابها رضى الله واحترام المجتمع.
فهؤلاء الشهداء، وإن رحلوا عنا إلا أنهم باقون في عقولنا ونفوسنا، رمزاً من رموز الكرم والعطاء، وهم خالدون في جنات النعيم، قال تعالى في كتابه العزيز :” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ? بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
نعم إن الشهداء خالدون، وهم أطهر بني البشر، فما أحرى بنا أن نتذكر هؤلاء الرجال ذي الهامات الوطنية الكبيرة، وأن نتذكر أهليهم الصابرين، ونحن نستقبل العيد ونعيش أفراحه الجميلة، كما قال الكاتب الكبير انطوان تشيخوف : حتى المرض يصبح محبباً عندما تعرف أن هناك أشخاصاً ينتظرون شفاءك كما ينتظرون العيد

فلنجعل العيد مناسبة لتقديم التحية والاعتراف بالعرفان والجميل لشهداء قواتنا المسلحة الذين قدموا أرواحهم فداء لنداء الواجب المقدس والذين وإن غابوا عن حيواتنا .. يظلون أوسمة عز و كبرياء و فخار وشموخ كبير تزين صدور أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة من جيل إلى جيل .. ويبقون أوسمة خالدة على صدور الأجيال من أبناء اليمن العربي الشقيق والأمة العربية، التي تفخر برجال ما بخلوا بأرواحهم في سبيل نصرة الحق، وما وهنوا في مقارعة الباطل، في ظل قيادة وطنية وأمينة، تعلمت في مدرسة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتواصل درب الخير والعطاء والوطنية والشجاعة والكرم من بعده، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما حكام الإمارات الذين سطروا ويسطرون أجمل معاني المحبة والتآلف بين القائد وشعبه،وهنا لابد لنا من التوقف عند تلك الأقوال الكثيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، حيث يؤكد على أهمية الشهادة والشهداء في ضميرالأمة، بقوله “إن تضحيات ابطالنا تزيدنا فخرا واعتزازا بوقفة الامارات التاريخية مع شقيقتها السعودية بصد العدوان عن الشقيقة اليمن والمنطقة”
وأن أبناءنا جادوا بأغلى ما يملكون، رجال نشأوا من معين الأصالة ورووا وطنهم وأمتهم حباً ووفاء نعم لقد لبى أبناء الإمارات ورجالها الغيارى نداء الواجب الوطني والإنساني المقدس، فكانوا خير من رفع سيف الحق، وامتشق صحوة الفخر والكرامة والعز في ساحات الوغى.
فتحية لأرواح شهدائنا الأبرار بمناسبة هذا العيد المبارك، وتحية وألف تحية لزوجات الشهداء اللواتي صبرن واحتملن الألم، فكن أيقونة حب وعطاء ومعين وطنية لاينضب، فتابعن بإصرار مسيرة الحياة والقيام بواجباتهن، بعد رحيل أزواجهن، من تربية الأبناء ،وتحمل أعباء الأسرة والحياة بكل شرف واقتدار، فكن عظيمات، بل لا يقلن عظمة عن هؤلاء الرجال الذين يحمون بسواعدهم الوطن، بكل عزيمة وإيمان، ويمكننا القول إن المرأة الإماراتية كانت وتبقى صنو الرجال في حب الوطن والتضحية لأجله..وتحية للإمارات وطن الخير والتعايش والمساواة ،في هذه المناسبة الكريمة.


تعليقات الموقع