برامج المحاسبة في الشركات الناشئة

مقالات
خاص بالوطن عن "هارفارد بزنس"فينيت نايار

 

يُعتبر أصحاب المشاريع نبض الحياة في أيّ نظام اقتصادي، وينتج القسم الأكبر من الوظائف الجديدة عن الشركات الناشئة الشديدة النمو. وقد كشف عدد من التقارير عن شعور بالقلق إزاء عدم تسجيل أيّ ارتفاع يُذكَر في عدد الشركات الناشئة التي تمّ تأسيسها في الولايات المتحدة منذ انتهاء مرحلة الركود.
بصفتي دليل أصحاب مشاريع في الشركات الناشئة، ينتابني شعور بالقلق إزاء هذا التباطؤ. وقد يعزى أحد الأسباب إلى ما أعتبره اختناقاً في برامج المحاسبة. وأسمع باستمرار أخباراً عن أصحاب مشاريع شبّان يعمدون، بعد تدخّل أصحاب الصناديق، إلى فرض عدد مبالغ فيه من الضوابط على التدفقات النقدية، وتوقعات الدخل، وعملية تحديد الميزانية، وتحليل المخاطر، ووضع نماذج التمويل – واللائحة لا تنتهي.
وصحيح أنّ الشركات الناشئة تتطلّب إشرافاً حثيثاً. لكنّ تحقيق ذلك سيكون ممكناً من دون هذا الكمّ المفرط من الضوابط، إن تمكّن صاحب المشروع من الإجابة بوضوح عن أربعة أسئلة بسيطة.
أوّلاً، ما المشكلة التي تعمل على حلّها؟ إنّ تطوير سلعة أو خدمة جديدة بحد ذاته ليس مناسباً. وعليك أن تسأل إن كان سيحل مشكلة واحدة دون سواها، أم يوفر حلاً فريداً لإحدى المشاكل القائمة؟
ثانياً، مَن مستعد لدفع علاوة على سلعتك أو خدمتك؟ كن شديد الوضوح بشأن هويّة زبونك، لأنّ المسألة على صلة بما يريد الزبون شراءه، وليس بما تريد أن تبيعه له.
ثالثاً، من تريد أن تضم إلى فريق عملك؟ كيف يساهم موظّف محتمل في تطوير أهم المهارات في شركتك؟ ما الذي سيجنيه إن عمل لمصلحتك؟ هل تتماشى أهدافه مع أهدافك؟
وأخيراً، ما سبب قيامك بذلك؟ هل تطوّر الشركة الناشئة لتدوم منتجاتها – أم لأنك تستمتع بحل مشكلة صعبة؟ ينطوي كل سبب على عنصر على صلة بالإطار الزمني الذي حدّدته لنفسك، وبالموارد في متناولك، وبالمعايير التي تعتمدها لقياس النجاح.
إنّ جني المال هو أبرز هدف يحدّده المستثمر لنفسه، ولكنّه ليس دوماً المهمة الرئيسية بالنسبة إلى مؤسس شركة ناجحة. وفي هذا السياق، يشير كيفن لوز، رئيس العمليات في شركة “إينجل ليست”، إلى أنّ “نموذج الأعمال مصمَّم لخدمة مهمة، وليس العكس”، وهو واقع يفهمه المستثمرون الحكماء – ومن شأنهم أن يساعدوا أصحاب المشاريع على إيجاد التوازن المناسب بين الهدفين.


تعليقات الموقع