الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة نموذج رائد في تمكين جميع أبنائها وبناتها

المرأة الإماراتية حضور فاعل وشريك في التنمية والعطاء

مقالات
نوره حسن الحوسني: زوجة شهيد الإنسانية

 

منذ الأيام الأولى لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وضعت القيادة الرشيدة في هذا البلد الفتي، استنهاض الهمم، في صفوف أبنائها ،كإحدى اولوياتها الأساسية، لبناء المستقبل الواعد الذي تحلم به.
وكان من الطبيعي ،أن تلجأ هذه القيادة المخلصة إلى البحث عن كل الوسائل المتاحة لتوفير المناخ المناسب، لكل أبناء الوطن للمساهمة في بناء مستقبلهم، والقيام بدورهم المشرف في صيانة وحماية بلادهم، وتعزيز حضورها القوي بين الأمم.
ولأن المرأة تشكل نصف المجتمع، فقد كان من الطبيعي، أن تولي القيادة في الإمارات جل اهتمامها لدعم وتمكين المرأة من القيام بدورها المطلوب الى جانب أخيها الرجل، في كل الميادين، فالوطن للجميع وعلى الجميع أن يساهموا في بنائه وحماية منجزاته الحضارية، وقديماً قيل : “إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة فيه .
ولو عدنا الى السنوات الأولى من عمر هذه الدولة الفتية، لوجدنا ان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”،كان يحض دائماً على عمل المرأة وإعطائها حقها وإفساح المجال أمامها للقيام بدورها الريادي في مسيرة التنمية والبناء التي انطلقت مع بداية قيام دولة الاتحاد، حيث يقول طيب الله ثراه: إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة .”
كما يؤكد على ضرورة مشاركة المرأة في الحياة العملية بقوله : “إن على المرأة أن تعطي الرجل حقوقه حتى يعطيها حقوقها بقدر ما تعطي العمل حقه إذا كانت تعمل ..فالإنسان كالشجرة بدون الماء لا تنمو كذلك الإنسان بدون المعيشة يتعب ويفقد نشاطه وهو يحتاج إلى عمل المرأة واهتمامها في المنزل وخارج المنزل كالصحة والتعليم والإعلام وفي كل المجالات ”
والحقيقة أن القيادة الرشيدة في بلادنا تمسكت بهذه القيم والمبادئ التي أرساها القائد المؤسس، فكانت بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، أنموذجاً للدولة الحضارية التي تعطي كل ذي حق حقه، وتحرص على توفير فرص العمل الشريف والمنتج لكل أبنائها بدون تمييز.
ومن يتابع مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة يجد من دون أي عناء أن المرأة الإماراتية ساهمت وتساهم في عملية البناء والتنمية الاقتصادية من خلال دورها الفاعل في مختلف القطاعات، في ظل مسيرة تمكين المرأة في الإمارات، حيث أصبحت الدولة بفضل قيادتها الرشيدة نموذجاً رائداً في تمكين جميع أبنائها وبناتها من المشاركة الحقيقية في مسيرة المجتمع وباتت رائدةً في تأكيد مكانة المرأة باعتبارها عنصر التنمية الناجحة في ربوع الوطن كافة.
وطورت دولة الإمارات عبر تاريخها رؤية طموحة لبناء الإنسان وضع ركائزها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معلناً مقولته الشهيرة حينها “أن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية”.
ونتيجة لدعم القيادة الرشيدة في هذه البلاد المعطاءة فقد حققت المرأة الإماراتية خلال عقود قليلة من الزمن العديد من المكتسبات على الصعيد الاقتصادي، حيث ارتفعت نسبة مساهمتها في النشاط الاقتصادي وسوق العمل، كما اقتحمت المرأة الإماراتية مختلف مجالات الحياة وشارت الرجال في مهامهم الكبيرة والصغيرة، بدءاً من الأعمال الوظيفية العادية، كالتدريس أو العمل في البنوك والمؤسسات والشركات العامة والخاصة وصولاً إلى تبوئها العديد من المناصب السياسية والديبلوماسية المختلفة، فتولت المناصب الوزارية، وشغلت المقاعد الهامة في الكثير من مؤسسات الدولة، حتى انها حلقت بأجنحة الطموح الى الأعلى فكان من النساء الإماراتيات من استطعن حتى دخول عالم الطيران وقيادة الطائرات على اختلاف أنواعها .
والحقيقة ان المرأة الإماراتية نجحت نجاحاً كبيرا ً ولافتاً في كل المجالات التي دخلتها، فكانت المدرسة والكاتبة والأديبة والموظفة والوزيرة وسيدة الأعمال الناجحة ايضاً، بشكل يثير اهتمام العالم .
فبعد إنشاء مجلس سيدات أعمال الإمارات ارتفع عدد المشاركات فيه بصورة مطردة ليصل عدد المسجلات في غرف التجارة والصناعة إلى أكثر من 23 ألف سيدة أعمال أو نحو 15% من أعضاء الغرف التجارية والصناعية في الدولة يعملن في السوقين المحلية والعالمية ويدرن نحو 24 ألف مشروع تجاري ناجح وحوالي 30 في المئة من المشروعات الصغيرة والمتوسطة باستثمارات ارتفعت قيمتها من 12.5 مليار درهم خلال عام 2004 إلى ما يتراوح بين 45 – 50 مليار درهم حالياً، كما وصلت نسبة عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي نحو 37.5 في المئة من مجموع العاملين فيه، بحسب احصائيات وزارة الاقتصاد.
وبفضل تصميمها وإرادتها والنجاح اللافت الذي حققته في مختلف المجالات نالت المرأة الإماراتية اهتمام وتشجيع ودعم الدولة لتعزيز مكانتها الاجتماعية، مما مكنها من المساعمة الفعالة في مسيرة بناء الدولة وتعزيز التنمية ،والنهضة الحضارية التي تشهدها بلادنا منذ الأيام الأولى لفجر الإتحاد.
ومع ان المرأة في الإمارات نالت الكثير من التشجيع من القيادة الرشيدة والحكيمة في هذه البلاد، إلا انها لم تكن لتصل الى ما وصلت إليه لولا عزيمتها واستعدادها، والطموح الذي تتميز به المرأة في المجتمع الإماراتي، القائم على العدل والمساواة، والتعاليم الإسلامية السامية، التي تؤكد على احترام المرأة، وقدسية مشاركتها في بناء المجتمع، وتعزيز قيمه الأخلاقية والثقافية .
ولذلك نرى أن المرأة في الإمارات تفوقت بجدارة وأصبحت رقماً هاماً في مختلف أنشطة الحياة الاجتماعية.
في ظل دعم القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين يولون كل الاهتمام لدفع المرأة الإماراتية الى الأمام ،وهنا لابد لنا أيضا من التوقف باهتمام للجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، من أجل النهوض بوضع المرأة الاقتصادي ورفع معدل مشاركاتها ومساهماتها في دفع عجلة النمو الاقتصادي بالدولة .
أخيرا يمكن القول : إن المرأة الإماراتية لم تثبت أنها بمستوى المسؤولية وحسب، وإنما باتت شريكاً فعلياً وأساسياً في عملية التنمية في البلاد، ناهيك عن حضورها القوي في ساحات العمل السنوي العربي والدولي أيضاً.


تعليقات الموقع