الإمارات والأردن.. استراتيجية الأخوة المتعاظمة
منذ عقود طويلة شكلت العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، النموذج الأكمل على ما يثمره التعاون الأخوي المبني على ثوابت التاريخ والحاضر والنظرة المستقبلية من أهمية، ولا شك أن حرص القيادتين على تنمية الروابط المتجذرة يؤكد استراتيجية تنميتها على الصعد كافة انطلاقاً من قناعة تامة بأن مصلحة الشعبين الشقيقين تتطلب إيلاء العلاقات أهمية مضاعفة ومواصلة البناء على ثوابتها التي تضع في الاعتبار دائماً الروابط المتميزة وما يتم تحقيقه من إنجازات على الصعد كافة السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها، والعلاقات تجاوزت النمط التقليدي بين الدول وباتت تتقدم بشكل دائم بفعل حرص القيادات في الدولتين على توفير كل ما يلزم لتكون على قدر تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين، ومن هنا تبرز القمم الدورية وأحدثها استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، إذ أن التأكيد المشترك متجدد وشديد الوضوح على توافق الرؤى وتطابق وجهات النظر حول مختلف القضايا والآلية الواجبة للتعامل معها.
لقد بينت مسيرة العلاقات التاريخية أهميتها ليس فقط لمصلحة البلدين الشقيقين، بل للمنطقة برمتها، حيث أن التوافق التام والتكامل في المواقف كان كفيلاً بالحفاظ دائماً ضمن منظومة عمل وتعاون على الاستقرار في منطقة شديدة التأثر بالأحداث وما تشهده من اضطرابات، وتجلى الحرص المشترك دائماً على أهمية وقف التدخلات الخارجية في شؤون الدول وتحصين الأمة جمعاء وبحث قضاياها ضمن البيت العربي، والتركيز على الحكمة والحوار العقلاني للتعامل مع الأزمات، وهو يجسد من خلال هذه التوجهات ما تتميز به مواقف الدولتين من حكمة ومنطقية، فضلاً عن تأكيد أهمية السلام وما يثمره من فوائد والانتقال نحو منطقة يسودها الاستقرار وتنتفي منها الأزمات.
لقد عبرت دولة الإمارات دائماً عن دعم استقرار المملكة وأمنها وتنميتها، ووقفت دائماً مع جهود الأشقاء على مختلف الصعد وعملت على إكساب العلاقات صفة الاستدامة انطلاقاً من إيمان عميق أن تقدم أي دولة ستكون نتائجه لصالح الجميع، وبالمثل فإن حرص الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية على أن تكون العلاقات في حالة تطوير دائم، يبين العزيمة المشتركة على السير يداً بيد دائماً، واليوم فإن التعاون الأخوي بين الإمارات والأردن الشقيق هو مدعاة فخر الأمة وتتزايد أهميته مع التوجهات التي تتسم بها شجاعة التحركات للتعامل مع جميع ملفات المنطقة وما يتم التعويل من ثقة عالمية بالتنسيق المشترك لما تتسم به سياستي الدولتين من فاعلية وقراءة دقيقة للأحداث وقدرة على اختيار التوجه الأمثل للتعامل معها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.