شتاء دافئ من ارض العطاء

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي: كاتبة إماراتية

شتاء دافئ من ارض العطاء

 

 

 

مما لا شك فيه أن دولة الإمارات حققت إنجازات ملموسة في مد يد العون والمساعدة لذلك لا عجبا ان تتصدر العالم في إنسانيتها وعطائها اللامحدود وتصبح مركزاً دولياً رائداً للمساعدات بموجب احتضانها لعشرات المنظمات الدولية العاملة في هذا القطاع لتتقدم الجميع في إنسانيتها بإنقاذ أرواح البشر وتخفيف معاناتهم أثناء الأزمات في مختلف أنحاء العالم دون استثناء، ومن أبرز المبادرات التي أطلقت مؤخراً مبادرة ” لنجعل شتاءهم ادفأ” والتي أطلقتها “حملة أجمل شتاء في العالم ” بالتعاون مع “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ” و”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ” لدعم الأسر اللاجئة والنازحة في الوطن العربي وإفريقيا حيث جمعت المبادرة منذ انطلاقها في السابع من يناير إلى اليوم أكثر من 11 مليون دولار والتي كانت تهدف الى جمع 10 ملايين دولار لصالح 100 ألف عائلة تعاني برد الشتاء القارص.

هذه المبادرة ليست بجديدة على دولة الإمارات لكن الجميل فيها أنها جاءت برؤية جديدة ومثيرة وحماسية وشبابية يروج لها أحد المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي وهو اليوتيوبر حسن سليمان الذي حقق الهدف وأكثر ودخل على اثر المبادرة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأعلى بث خيري مشاهدة في اليوتيوب حيث تلقى التبرعات من خلال البث اليومي من وسط مدينة دبي من خلال غرفة زجاجية بجانب برج خليفة حيث يتابع بثه الجميع من خلال قناته على اليوتيوب ويتفاعل معه الجميع في البث يومياً إلى أن تم جمع المبلغ المطلوب وأكثر من خلال تشجيع المساهمين لدعم المحتاجين ولو بالقليل، ومن خلال متابعتي لاحظت ان الجميع يساهم  سواء بملايين الدراهم أو بدرهم واحد، الفكرة أنه يحث على التبرع من خلال الرابط الخاص بالمبادرة بشكل بسيط ومباشر مما يثير حماس الجميع للمشاركة وعلق الكثير من المشاهدين بعد انتهاء الحملة أنهم يتمنون أن تستمر أكثر  لتعودهم مشاهدتها  والتفاعل معها يومياً.

تعكس الحملة التعاضد والتعاون لنشر الدفء في خيام وبيوت اللاجئين الذين يعانون برودة الجو من أمطار وثلوج بتقديم كل ما يحتاجون له من ملابس وأغطية وأطعمة وغيرها، وهذه المبادرة تجسد روح العطاء المتواصل الذي تلتزمه الإمارات دوما منذ تأسيس اتحادها المبارك إلى اليوم وهي تحتفل بيوبيلها الذهبي  ومشاركة الجميع من أفراد ومؤسسات ورواد التواصل الاجتماعي الذين لهم أسلوبهم المتميز والمبتكر في البث وإيصال الرسالة لأكبر عدد من المشاهدين من كافة الأعمار بأسلوب عصري مبتكر في أجواء شتوية دافئة من أرض الخير والسعادة.

ومما لاشك فيه أن المبادرات الخارجية ساهمت ي تدعيم دور دولة الإمارات الإنساني العالمي، لتصبح  عنصراً فاعلاً في الجهود الدولية الإنسانية، وحاضرة بقوة في مجالات المساعدات الإنسانية ومساعدات الإغاثة الطارئة في مناطق العالم، ملبية دوماً النداءات الإنسانية حيث تمتد أياديها الخضراء لإغاثة المتضررين والمحتاجين أينما كانوا لذلك تصدرت قائمة دول العالم في تقديم المساعدات الإنسانية دون منازع خاصة في ظل الظروف الراهنة الصعبة التي يعيشها العالم لتبقى الإمارات منبع السلام والأمان والكرم والعطاء الذي لا ينضب….حفظها الله  وحفظ قيادتها وشعبها من كل مكروه.

mariamalmagar@gmail.com


تعليقات الموقع