مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، في الدورة الــ 27 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 27 ” المنعقد في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر الشقيقة، يعكس ما يمثله العمل المناخي من أولوية استراتيجية بالغة الأهمية للإمارات التي تحضر بقوة عبر 70 وفداً متنوعاً من مؤسسات حكومية وخاصة وصناع سياسات وقادة أعمال ومنظمات المجتمع المدني، ومن خلال مسيرة حافلة بمكتسباتها ومتعاظمة بأهدافها خاصة من حيث العمل على تحقيق الحياد المناخي للدولة بحلول العام 2050 عبر مبادرة الإمارات الاستراتيجية، وتنويع مصادر الطاقة وإنجاز مشاريع رائدة، كما تبين الأرقام جانباً من الجهود من قبيل استثمار أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة محلياً، واستثمارات تفوق الـ16 مليار دولار في الطاقة المتجددة بـ70 دولة، وتقديم أكثر من 400 مليون دولار كمساعدات لمشاريع الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى قيادة التحول العالمي في “القطاع” وبما يعزز التنمية الاقتصادية وعقد الشراكات الاستراتيجية مع الدول الكبرى والإعلان عن مستهدفات تحمل الخير للبشرية جمعاء ومنها توقيع الإمارات والولايات المتحدة شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035 في البلدين ومختلف دول العالم.. كل ذلك وغيره الكثير يجعل مشاركة الإمارات في “كوب 27″ إضافة ثرية للتعريف بنهجها واستشرافها لحجم التحديات وجهودها المتواصلة منذ سنوات طويلة وتأكيدها على أهمية تعاون العالم بما فيه دعم الدول النامية وتمويلها لتحقيق تحسن في تنميتها وضمان مشاركتها الفاعلة، كما أن استضافة الإمارات لـ”كوب28” المرتقب في العام القادم، يبين ما يمثله المناخ من أساس لحياة المجتمعات فالموارد والغذاء والبيئة والاستقرار تتطلب الاستدامة التي لا يمكن تصورها دون تقدم فعلي في الجهود العالمية على صعيد العمل المناخي.
تؤكد الإمارات أن الاستثمار في العمل المناخي استثمار في المستقبل، وهو يتطلب أنماطاً عصرية بممكنات متقدمة مثل الابتكار والإبداع واعتماد التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطورة والبدائل وتنويع المصادر، وكل ذلك يبقى رهناً بتوافق عالمي ملموس على أرض الواقع.. كما أن الصراعات والأزمات وغياب الحلول وعدم تحقيق تقدم مؤثر في العمل المناخي تجعل العمل مسؤولية عالمية واجبة على كافة الدول.. وتجربة الإمارات أثبتت أنها مصدر إلهام يضمن تخطي التحديات وخارطة طريق لما تمثله من محفز للجهود ونموذج يقتدى.
العالم يدرك أنه دخل في سباق جدي مع الزمن في التحدي المناخي وهو يتطلب التزاماً لتحقيق نتائج واعدة، إذ أن الجهود المبذولة والنوايا الصادقة كفيلة بتحقيق أهداف تواكب الطموحات في حماية كوكب الأرض من الانتهاكات الجائرة، والأمل كبير بتحقيق نقلات إيجابية وحماية البيئة والانتقال نحو واقع أفضل ومستقبل أكثر أماناً، ومن خلال ما يشكله “كوب 27″ و”كوب 28” من حالة توأمة فإنهما فرصة حقيقية ومنصة لخير العالم ومن أهم التحركات الجماعية للتعامل مع تحدي المناخ بشكل مباشر.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.