منى عيسى، مديرة المبيعات لشركة هيوليت باكارد إنتربرايز في المملكة المتحدة وأيرلندا والشرق الأوسط وأفريقيا
صحيح أن التكنولوجيا اليوم تعتبر أحد القوى المؤثرة في العالم، ولكن الأهم منها قوة المرأة في عالم التكنولوجيا، وجميعنا بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق ندرك أهمية التكنولوجيا ونستخدمها في جوانب كثيرة من حياتنا. وتلعب النساء اليوم دورًا رئيسيًا في الطريقة التي يتقدم بها الناس في هذا العالم الجديد، علمًا أنه غالبًا ما يتم الحكم عليهن وفقًا لمسار نجاحهن ويواجهن تحديات بسبب إنجازاتهم، ولكن، لا ينبغي لأحد أن ينسى أننا جميعًا نتقدم مع تقدم النساء.
يواجه الجميع اليوم سواء كانوا رجالًا أم نساءً تحديات في هذه الصناعة التكنولوجية المتطورة، ورغم كل الأحكام المحيطة بنا ثمة ضغوط كبيرة لإثبات أنفسنا وقدراتنا. وبما أن النساء أقلية في صناعة التكنولوجيا ومكان العمل، فمن الضروري أن تدرك الشركات مهاراتهن وأن تتلقي كل امرأة الدعم اليومي لتتمكن من تحقيق النجاح. ويشير تقرير حديث إلى أن 80٪ من المستطلعين في الإمارات يوافقون على أن المرأة مصدر للإمكانات غير المستغلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويذكر تقرير آخر أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تخسر 575 مليار دولار كل عام بسبب محدودية مشاركة المرأة في الاقتصاد، مما يشير إلى أنه ثمة حاجة إلى التصرف بسرعة لإحداث التغيير. وتتصدى دولة الإمارات لهذه التحديات من خلال إطلاق برامج ومبادرات مختلفة تعزز المساواة بين الجنسين في مكان العمل وتزيد من نسب النساء في الأدوار القيادية، مثل مبادرات مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، الذي تأسس عام 2015 كهيئة اتحادية مسؤولة عن تطوير وتنفيذ أجندة التوازن بين الجنسين في الدولة. وتعتبر الإمارات أيضا من الدول الموقعة على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تعتبر المساواة بين الجنسين هدفًا رئيسيًا.
هل تعلمون أن 5.2٪ فقط من النساء في العالم يشغلن مناصب الرؤساء التنفيذيين في شركات فورتشن 500، أي 26 امرأة فقط من أصل 500 قائد تشملهم القائمة. وتشكل “متلازمة المحتال” عامل قلق كبير لدى معظم النساء بسبب الحكم عليهن باستمرار من قبل المجتمع وتترك تداعيات كبيرة على أدائهن وقدرتهن على التفكير، حيث يفشل كثيرون في إدراك إمكانيات المرأة وما يمكن أن تقدمه إلى طاولة المفاوضات ومساهماتها في تمكين الشركات من تحقيق نجاحات كبيرة.
بالنظر إلى صناعة التكنولوجيا تحديدًا، ينبغي علينا أن نفهم أولاً سبب أهمية زيادة وجود المرأة في مجال التكنولوجيا، حيث يعد التنوع أحد المبادئ الرئيسية اليوم لمعظم الشركات التي تريد أن تزدهر وسط هذا المشهد التنافسي والإبداع والابتكار ووجهات النظر المختلفة للمهارات الجديدة التي تشكل قوة المؤسسة. وتعتبر مسألة استقطاب المزيد من النساء إلى قطاع التكنولوجيا أحد أهم متطلبات العمل نظرًا للإبداع والابتكار الذي يمكن أن تجلبه ولتنوع مساهمتهن في الأعمال التجارية. في المقابل، يتمثل دور القيادات النسائية الحالية والقيادة العليا في ضمان حصول النساء على كل التدريب اللازم ليس فقط لتعزيز مهاراتهن، ولكن أيضًا لرفع ثقتهن في تنفيذ المشاريع. ويشير التقرير إلى أن 73٪ من المستطلعين يعتقدون أن النساء يبتعدن عن الوظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بسبب نقص الدعم، لذا فلنتعهد بتغيير هذا المشهد إلى الأفضل.
أنا أؤمن برد الجميل للمجتمع الذي أنتمي إليه ودعمني خلال مسيرتي، ورسالتي إلى الأجيال الشابة من النساء التي تتطلع إلى أن تصبح رائدة في مجال التكنولوجيا في المستقبل هي:
“ركزي على إنجازاتك ونقاط قوتك وتذكري أنه لا يوجد شخص مثالي للوظيفة وإنما نتعلم دائمًا ونتطور. لا تقارني مسيرتك مع الآخرين وركزي على صقل مهاراتك لاكتساب المزيد من الخبرة في شركتك بدلاً من الانتقال إلى وظيفة أخرى. احرصي على التميز وعلى أن يكون لديك أسلوبك الخاص دون أن تقلدي أساليب القيادة للمديرين الآخرين، وكوني دائمًا صادقة مع نفسك والآخرين وضعي حدود للأمور غير القابلة للتفاوض كي تتألقي”.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.