ملحمة عطاء خالدة

الإفتتاحية

ملحمة عطاء خالدة

 

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، رمز الإنسانية ورجلها الأول بمآثر سموه وعزيمته وجهوده المباركة المجسدة لقيمة الخير المتجذرة في وطننا ومبادراته التي تحدث الفارق في مشارق الأرض ومغاربها وتعزز مكانة الإمارات المتفردة في ميادين البذل والعطاء انتصاراً للإنسانية ومستضعفيها وجميع المحتاجين جراء مختلف الظروف الصعبة، وبتوجيهات سموه السامية فإن عملية “الفارس الشهم2” المتواصلة التي أطلقتها قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع وأنجزت 100 يوم من العمل الرائد لإغاثة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا.. تشكل ملحمة فريدة في محافل الاستجابة الإنسانية القادرة على مواجهة التحديات الكبرى مهما عَظُمت بفضل النهج الاستثنائي لقائد يقدم الدروس التي ستبقى خالدة في سجل الإنسانية وتبين كيف تكون المواقف النبيلة والفاعلة لمواجهة تداعيات الظروف الصعبة والقاهرة انطلاقاً من ثوابت راسخة كثقافة وهوية وتوجه أصيل في إمارات الخير.

عملية “الفارس الشهم2” وما تخللها من جهود مثل “حملة جسور الخير” حققت نتائج عظيمة وأثبتت قوة التجاوب المعبر عن المواقف الإنسانية المؤثرة التي اعتاد العالم عليها دائماً من الإمارات، وقد بينت في جميع مراحلها وأهداف كل منها قدرات فريدة من خلال تقديم الدعم الإنساني والإغاثي وإعادة الأمل للمستهدفين وأن هناك دولة شقيقة سوف تأخذ بيدهم وتضمد جراحهم وهو ما كان واضحاً وجلياً في مختلف المراحل من الاستجابة السريعة التي بدأت بانتشال العالقين تحت الأنقاض والمتابعة نحو مرحلة التعافي وصولاً إلى إعادة التأهيل واستئناف الحياة الطبيعية، فحجم العطاء الذي تبينه الأرقام يعكس عزيمة لا تعرف الحدود “وفزعة” خير فريدة على مستوى التاريخ الإنساني حرصت الإمارات على القيام بها منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، إذ “تم تسيير 181 طائرة نقلت 5727 طناً و3 سفن محملة بـ 5429 طناً، بإجمالي مساعدات 11156 طناً من المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى دعم المستشفيات وتقديم الخدمات العلاجية لآلاف الأسر والحالات الطبية العاجلة، ومشروع تجهيز 1000 وحدة سكنية “مُسبقة الصنع” وإقامة مخيم إيواء، ودعم وزارة الصحة السورية بالأدوية وتقديم 10 سيارات إسعاف، ودعم آلاف التلاميذ في المدارس، وإقامة برامج رمضان وتوزيع 157 ألف طرد غذائي بإجمالي 785000 مستفيد وغير ذلك الكثير مما يصعب حصره.

تفرد الإمارات وقوة استجابتها لدعم المحتاجين رسالة عنوانها المحبة والتآخي والتضامن لتثبت دائماً أنها وجهة الأمل وصاحبة النهج الحضاري الأكثر أهمية مقدمة نموذجاً فريداً في العطاء وما يجب أن تكون عليه الجهود الفاعلة لخير وصالح الإنسانية.

 


تعليقات الموقع