ثقافة الابتكار ودورها في خلق مسارات مهنية مستدامة للمواهب الإماراتية

فعاليات

المسيرة المهنية المستدامة ترتكز في جوهرها على الابتكار، فهو القوة التي تدفع الأفراد نحو النجاح، وتمكّنهم من التغلب على التحديات واغتنام الفرص في سوق العمل التي تتسم، اليوم، بديناميكيتها وتغيراتها ومتطلباتها المستمرة. وبالنظر إلى المستقبل، فإن توقعات المنتدى الاقتصادي العالمي بأن يساهم التقدم التكنولوجي في خلق نحو 97 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2025، تمثل تذكيراً بأهمية الابتكار التكنولوجي ودوره في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب والدول. ويعزز الاستبيان الذي أجرته منصة “LinkedIn” حول أهم المهارات المطلوبة للتميز في عصرنا الحالي، هذه المعطيات، ما يحتّم على الشركات ليس فقط العمل على مواكبة متطلبات التحول الرقمي ولكن أيضاً تمكين موظفيها من التعبير عن كامل إمكاناتهم. وتسلّط المهارات الجديدة والمطلوبة بشدّة في سوق العمل حالياً مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وتحليل البيانات والتسويق الرقمي، الضوء على الدور المحوري للابتكار في تشكيل ملامح المسارات المهنية المستدامة. وينبغي على الشركات مواكبة التطور والعمل سريعاً على تعزيز ثقافة الابتكار وتزويد القوى العاملة لديها بالأدوات والمهارات التي تحتاجها لتحقيق النجاح ومواكبة متطلبات المستقبل.
تتميز الشركات التي تتبنى ثقافة مؤسسية تقوم على الابتكار بقدرتها على مواكبة التحولات والتكيف سريعاً مع التغيرات، فضلاً عن أن ثقافة الابتكار تحفّز النمو المستدام وتدفع الموظفين نحو تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات والتقدم على الصعيدين الشخصي والمهني. ووفقاً لدراسة أجرتها شركة “McKinsey”، يعتقد 80% من المديرين التنفيذيين أن نماذج أعمالهم الحالية معرضة لأن تشهد تغيرات جذرية نتيجة التحولات التي يشهدها العالم اليوم، ويبرز الابتكار كعنصر رئيسي في تحصين المؤسسات ضد موجات التغيير القادمة. إضافة إلى ذلك، تسلّط الدراسة التي أجرتها شركة “Delloitte” حول الاتجاهات العالمية لرأس المال البشري، الضوء، على ضرورة تسريع وتيرة التحول الرقمي، إذ أقرَّ 86% من المشاركين في الدراسة بدور التحول الرقمي في إحداث تحولات إيجابية في تجارب الموظفين. وبحسب الدراسة نفسها، من المرجح أن تنجح الشركات والمؤسسات التي تركز في استراتيجياتها على الابتكار في استقطاب أفضل المواهب والاحتفاظ بها.
تسخير الابتكار لتعزيز النمو المهني المستدام
في دو، الابتكار ليس مجرد كلمة رنّانة يتردد صداها بين الحين والآخر؛ بل هو أسلوب عمل ونهج متأصل بعمق في ثقافتنا المؤسسية وممارساتنا، ذلك لأننا نؤمن بأن الموظفين الذين يتمتعون بالقدرة على الابتكار هم أكثر رضا من الناحية المهنية وأكثر التزاماً من الناحية التنظيمية وأكثر قدرة على تعزيز تطورهم الوظيفي. وتماشياً مع التزامنا بخلق بيئة عمل تشجّع على الابتكار وتعزز ممارسات الاستدامة، ينصب تركيزنا على تمهيد الطريق أمام موظفينا ليحظوا بمسارات مهنية حافلة بالنجاحات. ومع النسبة العالية من الموظفين الإماراتيين الذين يعملون في مختلف أقسامنا وعملياتنا، نواصل التركيز على دعم التقدم المهني لأبناء الإمارات وتمكينهم من تولي مناصب قيادية. هذا هو التزامنا تجاه المواهب والكفاءات الإماراتية والذي سيمكننا من ترسيخ مكانتنا كشركة وطنية رائدة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
إن نجاح أي مؤسسة في خلق بيئة عمل تشجع على الابتكار والاستدامة مرهون بمدى قدرة تلك المؤسسة على استكشاف المواهب والتعرف إلى القدرات والإمكانات والتطلعات الفريدة لكل موظف وتنميتها. وبحسب دراسة أجرتها شركة “فورستر” للأبحاث، يرى 93% من قادة الشركات أن التقنيات المبتكرة ضرورية لتحقيق أهدافها للتحول الرقمي. وندرك في دو قوة النهج الرقمي وأهميته في بيئة العمل، ودوره في تعزيز معايير الابتكار والتعاون. وتحرص الشركة على تشجيع روح الريادة والابتكار بين موظفيها، مع وجود عدد كبير من الموظفين ممن بمتلكون مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم. ويساعد هذا الدعم والاهتمام الذي نوليه بالأهداف والطموحات المتنوعة لموظفينا في تمكينهم من الازدهار والنجاح في بيئة تشجع على الإبداع والنمو. إضافة إلى ذلك، فإننا نحرص بشدة على تشجيع موظفينا على المشاركة في مبادرات الاستدامة والأنشطة المجتمعية، سعياً منا للمساهمة في خلق مستقبل مستدام للجميع.
ومن خلال تعاوننا مع الجهات والمؤسسات التي تشاركنا الرؤية ذاتها للمستقبل المستدام عبر مختلف المجالات، فإننا نبذل جهوداً مضاعفة، ونعمل على إحداث تأثير دائم على مستوى القطاع ككل. ويُعد برنامج “بذور من أجل المستقبل” بالتعاون مع شركة هواوي، واحداً من الأمثلة المميزة على جهودنا الحثيثة لدعم أبناء الإمارات، حيث يوفر البرنامج للخريجين الإماراتيين فرصة اكتساب المعرفة والمهارات والخبرات المطلوبة في المجالات التقنية، بما يعزز جهوزيتهم لدخول سوق العمل وتفعيل مساهمتهم في تقدم المنظومة الرقمية وازدهارها. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر دو في البرامج التنفيذية للارتقاء بمهارات موظفيها الإماراتيين من ذوي المؤهلات العالية، وتمكينهم من تحقيق المزيد من التميز كقادة أكفاء في رحلة التحول الرقمي.
وفي الوقت الذي تشهد فيه القطاعات تحولات جذرية في منهيجات ونماذج أعمالها، فلابدّ من التذكير بأن الشركات التي تنجح في تعزيز قدرتها على التكيف مع التحولات ودفع عجلة الابتكار وتسريع التحول الرقمي ستكون الأجدر والأكثرة قدرة على تعزيز تنافسيتها ومواكبة المتطلبات المستقبلية. وفي هذا السياق تبرز دو باعتبارها مثالاً يُحتذى به في هذا المجال من خلال توفيرها الدعم والمبادرات اللازمة لتمكين موظفيها – كلُ في مكانه ووظيفته – من إطلاق كامل إمكاناتهم وتحقيق أقصى طموحاتهم المهنية والمساهمة بفعالية في رسم معالم مستقبل أكثر إشراقاً وابتكاراً لدولة الإمارات العربية المتحدة.

إبراهيم ناصر، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والخدمات المشتركة في دو


تعليقات الموقع