تعزز دولة الإمارات جهودها النبيلة بهدف احتواء التصعيد في المنطقة مؤكدة أن الأولوية القصوى لحماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم وتكثيف المساعي لفتح ممرات آمنة تضمن وصول المساعدات الإنسانية وذلك على وقع تزايد وتيرة العنف الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، إذ تشدد على ضرورة التحرك الإقليمي والدولي والعمل لتحقيق السلام العادل والشامل، وهو ما بحثه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال الاتصالات التي جرت بين سموه وعدد من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة ومنهم رؤساء الولايات المتحدة وتركيا والبرازيل، وكذلك رئيس وزراء هولندا، وخاصة أن الأحداث تهدد أمن واستقرار المنطقة بعواقب خطيرة، وهو ما يوجب البحث عن أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام وتجنيب المنطقة والعالم المزيد من الأزمات، إذ تشكل هذه المواقف ثوابتاً راسخة في سياسة دولة الإمارات بكل ما تتميز به من حكمة ورؤية ثاقبة تضع الاستقرار وحماية حياة الإنسان في صدارة الأولويات وهو ما أكده كذلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال اللقاءات والاتصالات مع عدد من وزراء الخارجية، إذ تؤكد الإمارات دائماً على أهمية التنسيق والتكاتف الدولي لتحصين الأمن العالمي وإيجاد مسارات لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعوب بالأمن والعيش الكريم، وذلك يبقى رهناً بتحقيق السلام لما يمثله من ضامن وأساس متين لإنهاء النزاعات والانطلاق نحو حقبة جديدة ينعم فيها الجميع بالتعايش.
مواقف دولة الإمارات الحضارية نتاج قيم إنسانية نبيلة ورؤية استشرافية دقيقة ومدركة لما يمكن أن يسببه العنف من مآسٍ، ولخطورة تمدده في حال لم يتم تطويقه، وانطلاقاً من ذلك فهي تركز في كافة المحافل الدولية على ضرورة تغليب مساعي إنجاز الحلول الجذرية للتحديات والتعامل مع أسباب الأزمات وتبين أهمية تغليب القانون الدولي وشريعة الأمم المتحدة، وتحذر من مغبة عدم التعامل الدولي بكل المسؤولية الواجبة مع الصراعات ومنها الدائرة حالياً بين الفلسطينيين وإسرائيل، لخطورتها وللتداعيات التي تنذر بجر المنطقة والعالم إلى المزيد من التأزم والمخاطر التي سيكون ضحيتها الأولى حياة الأبرياء والمدنيين، وهو ما يدركه المجتمع الدولي الذي واكب آثار استمرار النزاعات ونتائجها المأساوية في مناطق كثيرة.
المنطقة تمر بظرف شديد الخطورة والدقة وسط الكثير من المؤشرات التي تنذر بالأسوأ في حال لم يتم وقف التصعيد بشكل كامل، ومن هنا على العالم أن يتحرك بأسرع وقت ويتعامل بكل جدية وحزم مع الوضع المتفجر وذلك من خلال تأكيد حرمة استهداف المدنيين من جميع الأطراف وضرورة تأمين الحماية لهم وتسهيل سبل إغاثتهم بالمساعدات الإنسانية، وتبني كافة المسارات الساعية للوقف الفوري لإطلاق النار، وإحياء عملية السلام وفق المرجعيات المعتمدة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.