التحرك الدولي أولوية قصوى
تحرص دولة الإمارات على تفعيل كافة الجهود الدبلوماسية القائمة على التعاون الدولي في سبيل إنهاء الأزمة التي تشهدها المنطقة، مبينة ضرورة وقف التصعيد والعنف وأهمية تكثيف الجهود المبذولة لإيجاد أفق سياسي ودفع مسار السلام الشامل والعادل والدائم بين فلسطين وإسرائيل وتحقيق الأمن والاستقرار المستدامين في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما بحثه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال الاتصالين اللذين تلقاهما سموه من معالي أنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة، ومعالي فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان الصديقة، وتم خلالهما بحث “ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بجانب تكثيف الجهود الدبلوماسية لفتح ممرات إنسانية عاجلة وإقرار وقف لإطلاق النار لأغراض إنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية دون عوائق إلى القطاع”، حيث تم التأكيد المشترك أثناء بحث الأزمة مع معالي أنطونيو غوتيريش على أولوية توفير الحماية للمدنيين والحفاظ على أرواحهم بموجب القانون الإنساني الدولي في ظل العنف والأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، وأهمية التحرك العاجل لوقف التصعيد وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة.
تنطلق دولة الإمارات في التعامل مع الأزمة الراهنة من خلال رؤية متكاملة وشاملة تؤكد على أهمية تفعيل المسار الدبلوماسي والدفع نحو الوقف الفوري لإطلاق النار ومنع تمدد الأزمة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة جراء المخاطر التي تمر بها، وهي تعكس حكمة ورؤية بعيدة ومدركة لحجم التحدي والمسارات الواجب العمل من خلالها وخاصة لإنهاء معاناة المدنيين وتجنيبهم المزيد من الكوارث والمآسي بكل ما يمثله ذلك من أولوية تامة، ويوجب على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره الكامل وتحمل مسؤوليته عبر اتخاذ الخطوات اللازمة من قبيل العمل على إنهاء العنف وتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإغاثية الأساسية وتمكين المنظمات الإنسانية من القيام بواجبها في هذا الشأن، وهو موقف تتشاركه الإمارات مع جميع الدول الحريصة على إنهاء دوامة العنف الحالية والتي تنعكس على حياة مئات الآلاف من الأبرياء الذين يعانون بسببها الويلات والمخاطر والنزوح وافتقاد أبسط مقومات الحياة.
العالم الذي يتابع بالكثير من القلق مسار الأحداث والعنف المتصاعد وخطر اتساع دائرته، وكيف يفقد المدنيون حياتهم على مدار الساعة، ومنها الكارثة التي حلت بالمستشفى الأهلي المعمداني في غزة جراء القصف الإسرائيلي، وأدانتها الإمارات وأغلب دول العالم، بحاجة إلى تغليب صوت العقل وتفعيل مسارات الحلول السياسية والعمل بكل جدية لوقف الكارثة وحقن الدماء والتركيز على تحقيق السلام وفق المرجعيات المعتمدة “قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية” بهدف الوصول إلى حقبة جديدة من التعايش وضمان عدم تكرار الأحداث الكارثية التي تمر بها المنطقة الآن.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.