“كوب 28” من أجل مستقبل أفضل

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي : كاتبة إماراتية
“كوب 28” من أجل مستقبل أفضل

 

“كوب 28” من أجل مستقبل أفضل

 

 

 

 

 

على أرض الإمارات الطيبة تقام أكبر وأهم المؤتمرات والمعارض العالمية وفي مدينة اكسبو في إمارة دبي الجميلة عقد مؤتمر كوب في دورته الـ28 ويسمى مؤتمر الأطراف الذي يجمع تحت مظلته القيادات من رؤساء الدول والشركات والمنظمات الحكومية والخاصة وذوي الاختصاص والخبرة وممثلي الدول المشاركة.

يجمع كوب الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي وإيجاد الحلول الفعالة لمحاربة التحديات المناخية التي تعاني منها العديد من دول العالم والحد من تداعيات تغير المناخ حيث تؤثر على ملايين البشر ومنها  ارتفاع درجات حرارة الأرض وارتفاع منسوب المياه وذوبان الجليد والزلازل وجفاف الأنهار والحرائق وغيرها الكثير مما يسبب نزوح آلاف من البشر إلى أماكن أخرى أكثر أماناً لذلك يناقش المؤتمر استخدام التنمية المستدامة وإيجاد الحلول البديلة باستخدام الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الحرارية التي تؤثر على كوكب الأرض.

لا شك أن دولة الإمارات حريصة على وضع البرامج التي تحقق الاستدامة في مواردها منها المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 وتشجيع أفراد المجتمع على دعم الاستدامة الوطنية من خلال المبادرات والبرامج التي يتم إطلاقها سنوياً من جميع المؤسسات والهيئات وقياسها لتحقيق النفع العام للمجتمع.

ومن أهم المبادرات في هذا المؤتمر إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” خلال افتتاحه للمؤتمر في القمة العالمية للعمل المناخي حيث رحب سموه بقادة دول العالم والوفود المشاركة وأعلن عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم لسد فجوة التمويل المناخي وتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030 وقال سموه: “إن اجتماعنا اليوم يأتي في وقت يواجه فيه العالم تحديات عديدة، ومن أهمها تغير المناخ وانعكاساته التي تؤثر على جميع جوانب الحياة”، كما أكد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” “أن دولة الإمارات استثمرت 100 مليار دولار في تمويل العمل المناخي والطاقة المتجددة والنظيفة.. وتلتزم باستثمار 130 مليار دولار إضافية خلال السنوات السبع المقبلة”.

كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية في العالم في دبي حيث يمتد هذا المشروع الضخم على مساحة 44 كم مربع بتكلفة تتجاوز 15 مليار درهم ويضم أعلى برج للطاقة الشمسية المركزة في العالم ويضم أكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية في العالم مما سيساهم في تخفيض انبعاثات الكربون بأكثر من 1.6 مليون طن سنوياً، بهدف أن تكون القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي 100% من مصادر نظيفة بحلول عام 2050 حيث أكد سموه “أننا جادون في الاستثمار في الطاقة النظيفة وجادون في مواجهة التغيرات المناخية وجادون في الحفاظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة”.

كما أعلنت الإمارات في كوب 28 تشييد أول مسجد صفري الطاقة في المنطقة في مدينة مصدر بمساحة 2349 متر مربع ينتج 100% من الطاقة التي يحتاجها ويستخدم فيه 1590 متر مربع من الألواح الكهروضوئية.

إنها الإمارات التي تثبت للعالم أنها قول وفعل في وضع استراتيجيات تحافظ على البيئة وعلى صحة الإنسان وفي تبني المبادرات العالمية التي تحافظ على كوكب الأرض وفي هذا المؤتمر يتم يومياً توقيع اتفاقيات ومعاهدات وبرامج من أجل إيجاد الحلول للحد من التغيرات المناخية التي تعيق التنمية المستدامة في العديد من دول العالم.

mariamalmagar@gmail.com