يشكل الواقع العربي ودعم كافة مسارات الارتقاء به لخير وصالح جميع دول الأمة وشعوبها أولوية راسخة في نهج ومسيرة دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة الحريصة على تقديم كل دعم ممكن وعلى مختلف المستويات لتحقيق نقلات نوعية نحو الأفضل، بالإضافة إلى مبادراتها التي تتسم بالواقعية والتركيز على مسارات واستراتيجيات تتسم بالحداثة ومواكبة العصر لتحقق النتائج المطلوبة التي تواكب الطموحات بالتقدم والازدهار، وعبر انتهاج آليات متطورة وعلمية تقوم على المراجعة والتقييم وتمكين أصحاب القرار من إيجاد واقع أكثر فائدة وتطويراً، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، فإن أعمال “المنتدى الاستراتيجي العربي” التي تنطلق في دبي 3 يناير بمشاركة نخبة من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم والخبراء الاستراتيجيين وقادة الفكر في السياسة والاقتصاد، لمناقشة “حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً 2024″، تمثل محفلاً استراتيجياً شديد الأهمية لبحث الواقع العربي الراهن وفرصة للمعنيين بالتخطيط الاستراتيجي، إذ تركز الدورة الجديدة على حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً حيث يشخص المتحدثون المتغيرات وموقع العرب ودورهم في التغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً، وكذلك استشراف المرحلة المقبلة وانعكاساتها على خارطة المصالح والتوازنات العالمية.
“المنتدى” منذ انطلاقه في العام 2001 منصة فكرية شديدة الأهمية بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، وتوجيهات سموه في سبيل تمكين أصحاب القرار من انتهاج تفكير عصري متقدم وفاعل ومؤثر ودعم القدرات بهدف الاستشراف الدقيق للمستقبل، ومدهم بالرؤى المناسبة للتعامل مع المستجدات التي تشهدها الساحة الدولية والتي يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على أغلب الدول، ومن هنا تكتسب الدورة الحالية أهميتها المضاعفة نظراً لما يشهده الوضع العالمي من أوضاع وصراعات وأزمات متسارعة تضاعف مسؤولية المعنيين وتضعهم أمام تحديات كبرى عليهم التعامل معها بكل كفاءة واحترافية وخاصة تلك المتعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية في دولهم وتتطلب فهماً عميقاً للتحولات الجارية وامتلاك المرونة اللازمة للتعامل الفاعل معها عبر حلول استباقية تضمن مواصلة التنمية وتعزيز استقرار المجتمعات ومن هنا تكمن الأهمية الاستثنائية للمنتدى لما يقدمه من فرصة لإجراء قراءة دقيقة وتبادل وجهات النظر والخبرات والاستفادة من التجارب البناءة والتعرف على أحدث الأبحاث ذات الصلة.
الإمارات تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز التعاون ودعم جهود التطوير في مختلف الدول العربية الشقيقة لأن كل نهضة حضارية في أي منها فيه مصلحة الأمة جمعاء وحقها في أن تستعيد دورها ومكانتها بين الأمم، وبكل عزيمة تواصل رفد كل مسعى بالمبادرات القادرة على صناعة الفارق نحو مراحل أرحب من التطور والتنمية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.