ملهمة العالم

الإفتتاحية

 

 

ملهمة العالم

 

 

في كل محفل تتواجد فيه دولة الإمارات تكون محور الاهتمام العالمي، والدولة الأكثر إلهاماً وتأثيراً ودعماً لتحقيق المستهدفات سواء من حيث الدفع نحو أوضاع أفضل لصالح الشعوب أو من حيث رؤيتها الاستراتيجية لمواجهة التحديات الكبرى، بالإضافة إلى الحرص الدولي على الاستفادة من نموذجها في مواكبة العصر والتأسيس للمستقبل، وذلك بفضل ما تعتمده القيادة الرشيدة من آليات واستراتيجيات تعزز مكانتها المرموقة وتنافسيتها المتسارعة وريادتها المستحقة على الصعد كافة، وشكلت مشاركة الإمارات في الدورة الـ 54 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2024 بدافوس السويسرية، بوفد يفوق الـ 100 شخصية من رؤساء الشركات والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، لتكون ثالث أكبر مشاركة دولية في “دافوس” والأكبر في تاريخ مشاركة الدولة وما مثله ذلك من إثراء للحدث بفعل المشاركات القيمة للإمارات .. تأكيداً لتأثيرها الملهم وبحكم أنها من أبرز المساهمين في العمل لاستقرار وتنمية المجتمعات وازدهارها، وهو ما تعكس جانباً منه المبادرات التي أطلقتها الدولة خلال “المنتدى” والاتفاقيات التي وقعتها والمنح السخية التي قدمتها لتحقيق أهداف إنسانية متعددة وغيرها، وكذلك دعم الجهود الإبداعية القائمة على دراسات وبيانات ونتاج عمل خبراء ومصادر عالمية موثوقة مثل منصة “نحن الإمارات للذكاء الاستراتيجي 2031” ومبادرة “إيكومارك” أول إطار اعتماد للاستدامة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حول العالم، واختيار “دافوس” مبادرة حكومة دولة الإمارات “جاهز” ضمن أفضل 9 مشاريع عالمية في تقريره “بناء الجاهزية للغد” وغير ذلك مما يعكس الثقة التامة بمسيرة الدولة ورؤاها وفاعلية ما تقوم عليه من ركائز عصرية واستباقية.

رسالة الإمارات الحضارية حضرت بقوة في “دافوس” حيث كانت الحوارات والجلسات فرصة نوعية للاطلاع على الجهود التي تحرص من خلالها الإمارات على بناء الاقتصاد الأفضل عالمياً، وفي الوقت ذاته تدعم كافة المساعي الهادفة دولياً، كما جددت من خلالها التشديد على أهمية الارتقاء الدائم بكافة مسارات التعاون الجماعي والتي تلقى حرصاً كبيراً من كافة الأقطاب على تعزيز الشراكات معها والاستفادة من نموذجها لكونها من الأكثر قدرة على رسم توجهات المستقبل والتعامل مع المستجدات بحلول غير تقليدية وآليات ابتكارية، ومن خلال استثمارها المنتج لعلاقاتها وما تحظى به من مصداقية ومكانة مرموقة لوضع أطر جديدة تدعم كل ما فيه الأفضل لمختلف الدول خاصة أن إنجازاتها ومكتسباتها المتعاظمة تؤهلها لمواصلة دورها الذي يجمع عليه العالم ويؤكد الحاجة الماسة له.

مشاركة الإمارات في “دافوس” وما واكبها من اهتمام من الخبراء والمعنيين وصناع القرار تعكس الثقة المشرفة بمسيرتها بوصفها من منارات العالم الحديث لما تقوم عليه من أسس صلبة وما تنعم به من كفاءات وإمكانات هائلة وقدرات تطويرية تضمن تحقيق أهدافها دون أن يكون للمتغيرات أي تأثير على زخم اندفاعها المدروس.


تعليقات الموقع