كيف تتأكد الشركات الصغيرة والمتوسطة من مرونتها؟

الإقتصادية

كارل كراوثر، نائب الرئيس، “ألتيريكس” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
تتمتع الشركات الصغيرة والمتوسطة بميزة فريدة مقارنة مع غيرها من الشركات الكبيرة: قدرتها على التركيز بسرعة للتصدي لأي تغيرات محتملة. من خلال تحويل البيانات بسرعة إلى معلومات مفيدة وقابلة للاستخدام على نطاق واسع، تماماً كما تفعل الشركات الكبيرة، تعزز الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير مرونتها وميزتها التنافسية.

يعزز قادة الشركات الصغيرة والمتوسطة أهمية نشر الثقافة القائمة على التحليلات وذلك بدعم استخدام تحليلات البيانات التي يمكن الوصول إليها وتسهيل تفعيلها للجميع، واتباع نهج يبدأ من القمة في تحقيق ذلك. ساهمت منصة ألتيريكس بتسهيل عملية الوصول إلى تحليلات البيانات للجميع وخفضت حاجز الوصول إليها بشكل كبير، مما يضع أدوات الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع بغض النظر عن مستوى مهاراتهم. من خلال دمج التحليلات في عملياتها من البداية إلى النهاية، تستطيع الشركات الصغيرة والمتوسطة اتخاذ قرارات مستنيرة تعزز من كفاءتها وتدعم الابتكار.

في منظومة الشركات الصغيرة والمتوسطة، تؤدي مشاريع الذكاء الاصطناعي صغيرة النطاق، مثل أتمتة إنشاء التقارير الأسبوعية، إلى توفير الوقت والموارد بصورة كبيرة، وهو أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة بقدرات الذكاء الاصطناعي ضمن الفريق. تمثل هذه المشاريع الصغيرة نقطة انطلاق نحو إطلاق وتنفيذ مبادرات الأتمتة والتحليلات الأكثر تعقيداً، مما يمكّن الشركة من توسيع نطاق بياناتها تدريجياً بمرونة وكفاءة.

من جهة، يعد تعزيز إمكانية الوصول إلى البيانات وأتمتتها خطوة أساسية للشركات الصغيرة والمتوسطة. من حلول التخزين السحابية، التي تعتبر مثالية للتحليلات القابلة للتطوير والمثقلة بالحوسبة، إلى الحلول المحلية المناسبة لمجموعات البيانات الأصغر، يمكن للشركات اختيار التكنولوجيا الأكثر فعالية لمركزة بياناتها وتسخيرها لتعزيز أعمالها. تعتبر هذه الخطوة حاسمة في رحلة التحول الرقمي، لا سيما في مناطق مثل الشرق الأوسط التي تشهد نقلة نوعية غير مسبوقة في مشهد الابتكار الرقمي.

ومن جهة أخرى، تساهم أتمتة التحليلات بتعزيز قدرة الشركات على التكيف في الوقت الفعلي مع تغيرات السوق، وهو ما يميّز بشكل كبير بين الشركات الرقمية والشركات بالأنظمة القديمة. تدمج التحليلات في الوقت الفعلي نقاط البيانات الجديدة بسرعة، مما يوفر رؤى فورية تمكّن الشركات من الاستجابة بسرعة لظروف السوق المتغيرة. على سبيل المثال، تستفيد الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال البيع بالتجزئة من بيانات المبيعات في الوقت الفعلي لضبط مستويات المخزون بصورة فعالة، مما يمنع نفاد المخزون خلال فترات ذروة الطلب.

وعليه، فإنّ إنشاء أنظمة فعالة تسخّر الذكاء الاصطناعي لتعزيز اتخاذ القرار يتضمّن أكثر من مجرد أتمتة العمليات، فهو يتطلب محاكاة عملية صنع القرار البشري للتنبؤ بالظروف المستقبلية والتفاعل معها بشكل استباقي. يشبه هذا النهج ميزة “نقترح لك” الموجودة على منصات تشغيل الموسيقى والأفلام مثلاً، والتي تستخدم البيانات التاريخية للتنبؤ بتفضيلات المستمع والمشاهد. يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة استخدام تقنية “السحب والإفلات” المماثلة لتحويل البيانات التاريخية إلى رؤى تنبؤية للتخطيط الاستراتيجي.

يمثل التحول نحو قرارات قائمة على البيانات فرصة هائلة للشركات الرقمية الصغيرة. من خلال تحويل البيانات الجديدة إلى رؤى قابلة للتنفيذ، تتمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من التنبؤ باتجاهات السوق والتفاعل بكفاءة مع المنافسين. دون أعباء الأنظمة القديمة، تدعم تحليلات الذكاء الاصطناعي قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز عملياتها وإنتاجيتها والارتقاء بعملية صنع القرار. هذا هو الوقت الأمثل للشركات الصغيرة والمتوسطة لتبني هذه التقنيات وتأمين مكانها ومستقبلها في السوق.


تعليقات الموقع