اتجاهات مستقبلية  

اليوم العالمي للعمل الإنساني

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اليوم العالمي للعمل الإنساني رسالة إنسانية عالمية وسنوية لإعلاء قيم العطاء، وفرصة لتعزيز قيم التسامح والإخاء الإنساني

 

احتفلت الأمم المتحدة أمس باليوم العالمي للعمل الإنساني، وذلك تخليدًا لذكرى الهجوم الذي جرى على فندق القناة في بغداد بالعراق، وأسفر عن مقتل 22 عاملًا في مجال الإغاثة الإنسانية، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق آنذاك سيرجيو فييرا دي ميلو. وبعد مرور خمس سنوات من الحادث المأساوي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بإعلان يوم 19 أغسطس يومًا عالميًّا للعمل الإنساني.

وفي كل عام، يركز اليوم العالمي للعمل الإنساني على موضوع محدد، يتم من خلاله جمع الشركاء على نطاق النظام الإنساني للدفاع عن بقاء المتضررين من الأزمات ورفاهيتهم وكرامتهم، وللحفاظ على سلامة عمال الإغاثة وأمنهم.

وتتوقع الأمم المتحدة، في ظل الأزمات والنزاعات الدولية المتصاعدة في شتى بقاع الأرض، أن يكون عام 2024 الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني. وعلى الرغم من القوانين الدولية المقبولة عالميًّا لتنظيم سلوك الصراع المسلح والحدّ من تأثيره، فإن انتهاكات هذه القوانين مستمرة من دون أي رادع. وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام، طالبت الأمم المتحدة بإنهاء تلك الانتهاكات والعمل معًا من أجل الإنسانية.

وفي الواقع، يشكل اليوم العالمي للعمل الإنساني رسالة إنسانية عالمية وسنوية لإعلاء قيم العطاء، وفرصة لتعزيز قيم التسامح والإخاء الإنساني. وفي هذا السياق، احتفت دولة الإمارات أمس بـ “اليوم العالمي للعمل الإنساني”، في ظل جهودها المتواصلة ودورها المحوري في تخفيف حدة تداعيات الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمرُّ بها العديد من دول العالم، خصوصًا في غزة، وأوكرانيا، والعديد من الدول الأفريقية والآسيوية، وغيرها. فعلى صعيد قطاع غزة، أطلقت دولة الإمارات “حملة تراحم” وعملية “الفارس الشهم 3″، التي قدمت من خلالها الإمارات عشرات الآلاف من أطنان المساعدات العاجلة، وتضمنت أيضًا مساعدات غذائية وصحية ومواد إيواء، وغيرها، بما في ذلك كل من المستشفى الميداني الذي أنشأته الإمارات في جنوب القطاع، إضافة إلى المستشفى العائم لعلاج المرضى والمصابين، فضلًا عن التزام الإمارات بعلاج ألف طفل وألف مريض بالسرطان في مستشفيات الدولة، مع التكفل بكامل نفقاتهم مع مرافقيهم. وأنشأت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه، تنتج 1.2 مليون غالون يوميًّا من المياه الصالحة للشرب لدعم أكثر من 600 ألف شخص، إضافة إلى إنشاء 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص.

وفي السودان، أسهمت الدولة بفاعلية في جهود الإغاثة الدولية للداخل، وتعهدت بتقديم 100 مليون دولار، دعمًا للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار، وذلك خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان. كما نجحت جهود الوساطة التي قامت بها الإمارات بين روسيا وأوكرانيا، في إنجاز عدة عمليات لتبادل أسرى حرب، حيث وصل عددهم الإجمالي حتى يوليو الماضي إلى 1558 أسيرًا. وإضافة إلى ما سبق أعلنت الإمارات عن إطلاق “برنامج مستشفيات الإمارات العالمية” الذي يهدف خلال العقد المقبل إلى بناء 10 مستشفيات لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة، وذلك بدعم مالي يبلغ نحو 550 مليون درهم. كما أطلقت الدولة في فبراير الماضي “مبادرة محمد بن زايد للماء”، لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء.

وتمثّل دولة الإمارات حجر الأساس في المنظومة العالمية للعمل الإنساني، وذلك لأن العمل الإنساني فيها مؤسسي يتسم بالديمومة، وشامل لا يميز بين البشر.


تعليقات الموقع