الرياضات التراثية ركيزة أساسية في ترسيخ الهوية الوطنية

الرئيسية الرياضية

مثلت الرياضات التراثية على مدار عقود طويلة، مرتكزا أساسيا في الهوية الوطنية للإمارات، وحظيت برعاية كبيرة من القيادة الرشيدة، نظرا لأهميتها في الحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي للآباء والأجداد.
وأرست الإمارات أفضل المعايير والممارسات لدعم الرياضات التراثية، مثل الخيول، وسباقات الهجن، والرياضات البحرية، والصيد بالصقور، والمطارحة، وحرصت على إطلاق العديد من البطولات والمسابقات في هذا الإطار.
ويعد سباق القفال الذي جاءت بدايته في 1991 ترسيخا لرؤية واهتمام المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، “طيب الله ثراه”، الذي ساهمت جهوده وتوجيهاته في إطلاق العديد من الأنشطة البحرية الأخرى من بينها مهرجان القفال وسباقات السفن والقوارب المحلية التراثية، وسباق مهرجان الشيخ زايد للمحامل الشراعية.
ويضطلع اتحاد الإمارات للرياضات البحرية بجهود كبيرة في تنظيم السباقات البحرية بمختلف أنواعها وفئاتها بالتعاون مع الأندية البحرية في الدولة وهي نادي أبوظبي، ونادي دبي الدولي، ونادي الفجيرة الدولي، ونادي الشارقة الدولي، ونادي رأس الخيمة الدولي.
وينتهج نادي أبوظبي للرياضات البحرية استراتيجية شاملة تستهدف تنظيم بطولات متنوعة تشكل كافة الرياضات التراثية، وتنظيم المنافسات التقليدية والحديثة والمهرجانات البحرية، وتصل في كل موسم إلى نحو 70 فعالية.
ويرسخ مهرجان دلما التراثي دوره التاريخي في الحفاظ على الهوية الوطنية البحرية، وإرساء دوره المؤثر في القيمة التاريخية لجزيرة دلما.
ويزخر الموسم السنوي للأندية البحرية في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، بالعديد من الأنشطة والسباقات المتنوعة مثل سباقات السفن والقوارب الشراعية المحلية 43 و22 قدما، وقوارب التجديف المحلية 40 و30 قدما والبوانيش الشراعية، وغيرها.
وتحظى سباقات السفن الشراعية المحلية 60 قدما، بقدر كبير من الاهتمام والمتابعة لاسيما سباق القفال للمسافات الطويلة، الذي يجسد حجم الارتباط بالتراث البحري الإماراتي.
وقدم نادي دبي الدولي للرياضات البحرية الكثير من المبادرات من بينها اشهار فئة السفن الشراعية المحلية 60 قدما عامي 1993 – 1994، وتوالت جهوده ليتم اشهار فئة قوارب التجديف المحلية 30 قدما عام 1996، وتنظيم أول سباق في خور دبي موسم 1996-1997 وبعدها بموسم واحد، أطلق النادي أغلى بطولات قوارب التجديف بإقامة سباق كأس آل مكتوم، كما ينظم النادي سنويا العديد من السباقات، وتبلغ في الموسم الحالي 19 فعالية وسباقات تراثية.
وتعد سباقات الهجن موروثا ثقافيا ورياضيا، وتحظى بمكانة خاصة في دولة الإمارات، إذ تعد إحدى أبرز روافد التراث الإماراتي التي ارتبطت بالعادات والتقاليد، وساهمت في بناء وتشكيل الهوية الوطنية.
وينظم اتحاد الإمارات للهجن العديد من الفعاليات بمشاركة كبيرة من أبناء الدولة ودول مجلس التعاون، كما تقام العديد من المسابقات الخاصة أبرزها مهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لسباقات الهجن العربية الأصيلة، ومنافسات المهرجان الختامي السنوي للهجن العربية الأصيلة “ختامي الوثبة”، ومنافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن، ومهرجان ولي عهد دبي، وختامي المرموم، ومهرجان الظفرة، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقام في الشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة وعجمان.
وعلى صعيد رياضة الفروسية، فقد رسخت الدولة دورها الريادي في الاهتمام بها، ونشر ثقافتها عالمياً، من خلال اقامة سلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة، للخيول العربية الأصيلة، وكأس دبي العالمي، ومهرجان سباقات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وكأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية.
وتستضيف الإمارات بطولة العرب لمربي الخيل العربية، وبطولة الإمارات لمربي الخيل العربية للمرابط الخاصة، في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى مهرجان الشارقة – كلباء للخيل العربية، وبطولة الفجيرة الدولية، وبطولة الظفرة لجمال الخيل العربية، للمرابط الخاصة.
ومن بين أبرز الرياضات التراثية أيضا رياضة الصيد بالصقور، والتي تحظى بشهرة واسعة في الإمارات، كما انها اكتسبت خلال السنوات الماضية حضورا كبيرا في مختلف المحافل.
وتقام العديد من الفعاليات والبطولات الخاصة برياضة الصقور من بينها بطولة كأس صاحب السمو، رئيس الدولة، للصيد بالصقور، التي ينظمها نادي أبوظبي للصقارين، ومسابقات مهرجان الشيخ زايد التراثي للصيد بالصقور.
وأكد أحمد ثاني الرميثي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية حرص واهتمام القيادة الرشيدة للدولة بالحفاظ على الرياضات التراثية ونقلها للأجيال القادمة باعتبارها إرثا تاريخيا وحضاريا بكل خصائصه ومميزاته وجزءاً لا يتجزأ من حياة الآباء والأجداد.

وأوضح محمد عبدالله حارب الفلاحي، عضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، أن دعم القيادة الرشيدة واهتمامها بإحياء الموروث الشعبي والرياضات التراثية من أهم أسباب انتشارها، وأصبحت من الفعاليات الرياضية التي تعزز الهوية الوطنية بفضل تواصل الأجيال والحفاظ على الإرث الوطني الكبير.

وقال عبد الله بطي القبيسي، رئيس مجلس إدارة نادي ليوا الرياضي، أن دولة الإمارات تولي اهتماماً بالغاً بالتراث بأنواعه ومجالاته المختلفة، موضحا أهمية المهرجانات والمعارض والمسابقات التراثية المتنوعة التي تشهدها كافة إمارات الدولة على مدار العام، نظرا لما تتضمنه من أنشطة وفعاليات معززة بالقيم الإيجابية والمضامين التي تعزز الهوية الوطنية وتصونها.وام


تعليقات الموقع