شهدت أسواق المال المحلية 5 طروحات أولية، لشركات جديدة منذ بداية العام الجاري، استقطبت طلبات قياسية تجاوزت 627 مليار درهم، ما يعكس الثقة الكبيرة في المنهج الاقتصادي القوي، الذي تنتهجه دولة الإمارات في شركاتها ومؤسساتها الكبرى.
ووفق رصد وكالة أنباء الإمارات “وام”، جمعت الطروحات الجديدة ما يناهز 14.4 مليار درهم وسط الإقبال الكبير والقياسي من قبل المستثمرين والصناديق السيادية والمحافظ الاستثمارية العالمية، فيما بلغت القيمة السوقية للشركات الخمس الجديدة أكثر من 56 مليار درهم.
ونجح طرح “لولو للتجزئة القابضة” في أن يكون أكبر طرح عام أولي في دولة الإمارات خلال العام الجاري، بعد أن بلغت حصيلة العوائد نحو 6.32 مليار درهم، كما شهد الطرح طلبا إجماليا من المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين تجاوز 135 مليار درهم، ما يمثل رقما قياسيا لطرح عام أولي غير حكومي في الإمارات على مدى السنوات العشر الماضية.
وتخطى إجمالي طلبات الاكتتاب على طرح “سبينس” نسبة 64 مرة لجميع شرائح المستثمرين مجتمعة، وهو أعلى مستوى من الطلب وأعلى نسبة تغطية ضمن الاكتتابات العامة الأولية غير الحكومية في سوق دبي المالي خلال السنوات الأخيرة، بينما بلغ حجم طرح “باركن” نحو 749.7 مليون سهم عادي ما يعادل 24.99% من إجمالي الأسهم المصدرة، ممثلاً أعلى مستوى من الاكتتاب على الإطلاق في سوق دبي المالي.
وقال خبراء أسواق مال ومحللون ماليون لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن الطروحات الجديدة لعبت دوراً كبيراً في زيادة عمق الأسواق المحلية، وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، إضافة إلى استقطاب شريحة جديدة من المستثمرين، بما يرسخ مكانتها الرائدة كواحدة من أهم أسواق المال والأعمال في العالم، فيما تمضي العديد من الشركات المحلية في خططها للإدراج خلال الفترة القادمة، إذ تستعد “دليفري هيرو” لإدراج منصة “طلبات” في سوق دبي المالي خلال الربع الرابع من العام الجاري.
وتتوالى الإدراجات في الأسواق المحلية، بعدما أظهرت مرونتها في مواجهة التقلبات العالمية، بعد النجاحات القياسية للطروحات الأولية في الأعوام الثلاثة الماضية، لشركات عملاقة مثل “ديوا” و”ألفا ظبي” و”أدنوك للحفر” و”ملتيبلاي” و”أمريكانا” و”موانئ أبوظبي” و”تيكوم” و”سالك” و”بيانات” و”إمباور”.
وقال داميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ساكسو بنك، إن الطروحات التي شهدتها أسواق الإمارات خلال العام الجاري تمثل علامة فارقة لاقتصادات المنطقة لا سيما مع طرح “لولو” للتجزئة بما يعكس القوة المتنامية وبلوغ مرحلة النضج في قطاع التجزئة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن الاقبال الكبير على الطروحات الأولية في الإمارات تسلط الضوء على زيادة ثقة المستثمرين في الشركات الوطنية وإمكانات النمو الواعدة فيها، حيث يتم توجيه الأموال والعوائد المتحصلة للتوسع والنمو، وتوفير فرص عمل جديدة، ودعم البنية التحتية، ما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة، ويمهد الطريق أمام الشركات الأخرى لمتابعة إستراتيجيات نمو مماثلة، ويعزز مرونة وقوة الاقتصاد الإماراتي.
من جانبه، قال فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة “سنشري فاينانشال”، إن سوق الطروحات في الإمارات يشهد زخماً كبيراً منذ بداية العام الجاري، مدفوعاً بالطلب الهائل على جاذبية الأصول الإماراتية، وإن من المرجح أن يستمر نشاط الطروحات بزخم إيجابي خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن نجاح سوق الاكتتابات الأولية هو مؤشر على الثقة التي يحظى بها اقتصاد دولة الإمارات مدفوعاً بعوامل عدة، على رأسها النمو الاقتصادي القوي للدولة وموقعها الإستراتيجي وجهودها الاستباقية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط والغاز، بالإضافة إلى مكانتها كمركز رئيسي لأسواق رأس المال، حيث تتمتع ببيئة تنظيمية قوية وتضم أكثر من 230 بنك استثمار تعمل في مركز دبي المالي العالمي وحده.
وأشار فاليشا إلى أن نجاح سوق الطروحات في دولة الإمارات يعد بمثابة شهادة على التزام الدولة بتنويع اقتصادها وقدرتها على توفير بيئة جاذبة للشركات والمستثمرين على حد سواء، وأن من المتوقع أن يشهد المستقبل ازدهاراً في الاكتتابات الأولية لشركات التكنولوجيا المالية والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مدفوعاً بالطلب القوي من المستثمرين.
ولفت إلى أن الاكتتابات الأولية الناجحة لشركات عائلية مثل الأنصاري للخدمات المالية وشركة “سبينس 1961” مهدت الطريق أمام المزيد من الشركات العائلية للدخول إلى سوق الأسهم.وام
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.