علي الشحي… سيرة إمامٍ وهب حياته للخير والعطاء وخدمة المجتمع

الرئيسية منوعات

 

 

أبوظبي – الوطن:
في السادس من مايو لعام 2025، رحل أحد رموز العمل المجتمعي في دولة الإمارات، الشيخ علي سليمان محمد الشحي “المطوع علي”، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لعقود، جسّد خلالها أسمى معاني الإخلاص، والخلق الرفيع، والتفاني في خدمة المجتمع، وترك إرثًا إنسانيًا وروحيًا سيظل حيًا في ذاكرة من عرفوه، وتتلمذوا على يديه.
عرف الشيخ علي الشحي، رحمه الله، إمامًا وخطيبًا لمسجد الختم، ووجهًا مشرقًا من وجوه الخير والاعتدال، وحرص على غرس القيم النبيلة في القلوب، وكان من الرعيل الأول الذين شاركوا إلى جانب عدد من رجالات الدين البارزين، من بينهم عبدالحميد الخزرجي وكيل مساعد بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك مع المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيّب الله ثراه”، وأسهموا إلى جانبه في بدايات تأسيس المساجد ونشر علوم القرآن الكريم في سبعينات القرن الماضي، إيمانًا منه بأن بناء المسجد هو البداية الحقيقية لبناء الإنسان، والركيزة الأساسية لنهضة المجتمعات.
لقد كان الشيخ علي الشحي مثالًا في التواضع وكرم النفس، رجلًا بهيّ الطلعة، هادئ الحديث، عميق الحكمة، يجمع بين الوقار والانفتاح الاجتماعي. بيته كان مفتوحًا للجميع، وصدره متسع لكل من قصد نصحه أو مؤازرته. لا يرد سائلًا، ولا يتأخر عن واجب، وكان عطاؤه ممتدًا بلا منّة، ويشارك أهل منطقته في أفراحهم وأحزانهم.
لم يكن الشيخ علي مجرد إمام يلقي خطب الجمعة، بل كان معلمًا ومربيًا، ينثر بذور الخير حيثما حلّ، ويحرص على تربية جيلٍ من الشباب على مكارم الأخلاق، وزكاة النفس، وصلاح السريرة.
وإيمانًا منه بأن القدوة الصالحة تصنع أجيالًا صالحة، استلهم الشيخ علي الشحي في مسيرته القيم العليا من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي رأى فيها نموذجًا ملهمًا في البذل، والتسامح، وخدمة الإنسان. وكان يردد دائمًا أن ما تعلّمه من نهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيّب الله ثراه”، ومن استمرار العطاء من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، شكّل دافعًا له ليستمر في طريق خدمة المجتمع بلا كلل.
رحل الجسد، لكن بقيت الرسالة، وبقي الأثر. وسيبقى اسم الشيخ علي سليمان الشحي حاضرًا في الذاكرة الإماراتية، كواحدٍ من أولئك الذين كتبوا فصولًا من الوفاء في تاريخ هذه الأرض الطيبة، التي أنجبت رجالًا وهبوا أعمارهم للخير.
نسأل الله أن يجعل ما قدمه من علم وعمل في ميزان حسناته، وأن يسكّنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلحقه بركب الصالحين والأبرار.


تعليقات الموقع