الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقود الاستدامة في المدن

منوعات
الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقود الاستدامة في المدن

تسهم الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف البنية التحتية المستدامة، ولا سيما في المدن، بهدف مواءمة النمو مع الحفاظ على البيئة، وفي هذا السياق، جعلت بلدية دبي معايير المباني الخضراء إلزامية لجميع المباني الجديدة، فيما أصبحت دولة الإمارات اليوم من روّاد المنطقة في نشاط الاعتماد والشهادات، مع تسجيل واعتماد أكثر من 2000 مشروع وفق نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) داخل الدولة.

أعاد جواد محمودي، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «كوتوك تك»—وهي شركة ابتكار وأبحاث ذكاء اصطناعي مقرها دبي—صياغة العلاقة بين قطاع العقارات والمسؤولية البيئية، مسلطاً الضوء على دور القادة في دفع مسار الاستدامة.

ويُعدّ محمودي واحداً من القادة أصحاب الرؤى الذين يؤدون دوراً محورياً في تحويل الاستدامة من مفهوم نظري إلى تطبيقات عملية على أرض الواقع. وتمتد بصمته إلى مجال الحراك البيئي، حيث يواصل تعزيز الوعي عبر المحتوى الرقمي والمنصات التعليمية.

وأشار محمودي إلى أن «السوق الإقليمية للمباني الخضراء كبيرة ومتنامية؛ إذ قُدّرت سوق المباني الخضراء في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 39.7 مليار دولار في عام 2025، مع توقعات بنمو سنوي مركب يبلغ 11% حتى عام 2030، ما يعكس اهتماماً قوياً من المستثمرين».

وعن الوضع الراهن، أوضح أن «كبار مطوري دبي ينشرون التزامات واضحة بالاستدامة ونتائج تشغيلية ملموسة؛ فعلى سبيل المثال، تفصح إعمار عن قدرات الطاقة المتجددة ومؤشرات فرز النفايات في تقارير الاستدامة، فيما تنشر شركة شوبا أهداف الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) وتحقق درجات مرتفعة في تصنيف GRESB (مثل درجة 91). وتظهر هذه التقارير أن المطورين يستثمرون فعلياً في أنظمة الطاقة وإدارة النفايات وإعداد التقارير، ما يؤكد أن الاستثمار في البنية التحتية الخضراء في دبي نشط ومتسارع، رغم تفاوت جودة التنفيذ ومعدلات إعادة التأهيل من مشروع لآخر».

وأضاف محمودي: «الاستدامة ليست مجرد مسار مهني، بل رحلة حياة لبناء منظومات تتعايش فيها الابتكار والمسؤولية»، مؤكداً أن رؤيته ما زالت تُلهم الآخرين للإيمان بأن العالم المستدام ليس حلماً بعيداً، بل واقعاً يتشكّل بالفعل.

وبشغف عميق بالتكنولوجيا والاستدامة، بدأت رحلة محمودي قبل تأسيس «كوتوك» بسنوات، فقد شغل منصب عمدة لمدينة أراضٍ رطبة عالمية ومدينة تعليمية تابعة لليونسكو، ما منحه فهماً معمقاً لكيفية تحقيق التوازن بين نمو المدن وحماية البيئة، كما أسهمت خبرته كمستشار إداري معتمد ومصمّم أنظمة—وبخبرة تتجاوز 15 عاماً—في دمج أطر الإدارة المنهجية مع أثر الاستدامة الواقعي.

واختتم حديثه قائلا: نحن نعمل عبر وسائل متعددة وبجدّ لتعزيز الوعي من خلال المحتوى الرقمي والمنصات التعليمية


Leave a Reply