الإمارات ستفخر أبد الزمان بتضحيات الشهداء الأبرار الذين جسدوا قيم الأمة

مبادرة أخلاقية لقيادة كريمة وشجاعة

مقالات
نوره حسن الحوسني: زوجة شهيد الإنسانية

المبادرة الكريمة التي نظمها مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بتوزيع «توزيع المصاحف» في المساجد التي سميت بأسماء الشهداء في مختلف مناطق الدولة، في إطار المبادرات الرمضانية التي ينفذها المكتب؛ تكريماً لشهداء الوطن الأبرار حدثاً مهماً، ومناسبة رائعة ، تستدعيك للتوقف عندها، باعتبارها سمة من سمات هذا المجتمع الطيب، الذي تربى على أخلاق ومبادئ الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، كما أنها ليست جديدة على هذه القيادة الرشيدة،برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي يولي مع إخوانه حكام الإمارات قضية الشهداء والشهادة ما تستحقه من الاهتمام .
وتماماً كما قال الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان، مدير مكتب شؤون أسر الشهداء، إن هذه المبادرة التي تتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، تأتي في إطار حرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتوجيهاته الدائمة للاهتمام بشؤون الشهداء وتخليد عطائهم، عبر المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية. و أن هذه المبادرة تأتي في إطار العلم الذي يُنتفع به، راجياً من الله عز وجل، أن يسكنهم فسيح جناته، مشيراً إلى القيم الإنسانية النبيلة التي زرعها فينا المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
والحقيقة التي يجب التوقف عندها هنا ، في هذه المناسبة الكريمة، حيث أيام رمضان الفضيلة، وموسم العبادة والتقرب إلى الله تعالى ، أن مثل هذه المبادرات الكريمة ، وإن كانت تتكرر باستمرار، إنما تعكس الأخلاق العربية والإسلامية الأصيلة التي تربى عليها أبناء الإمارات، مثلما تعكس حقيقة العلاقة المتينة بين القيادة والشعب في هذا البلد ، الذي استشهد العشرات من أبنائه ، وهم يؤدون واجباتهم الوطنية والدينية، ويكافحون لإعلاء كلمة الحق، ونصرة المظلوم،ومد يد العون لكل محتاج ،بعيداً عن الجنس أو العرق أو الدين، حيث تميزت الإمارات العربية المتحدة، ومنذ إشراقة فجر الاتحاد بأنها واحة حقيقية للتعايش بين الشعوب ،وملاذاً آمنا لكل من يسعى إلى العيش الآمن والكريم.
ولعل من المهم ايضاً في هذه المناسبة ، الدينية المباركة في رمضان، والمبادرة الكريمة هذه ، من أن ننحني بإجلال وكبير احترام ، لأرواح شهدائنا الأبطال الذين رووا بدمائهم الطاهرة الزكية ساحات المعارك في اليمن ،أو ساحات الأعمال الخيرية الإنسانية ، التي اتسمت بها دولة الإمارات ، وبرزت من خلالها الكثير من الدول ، بما تقدمه من عطاء ومساعدة سخية لكل محتاج أو مظلوم.
ذلك إن الشهداء هم الأبطال الحقيقيون في كل أمة، والفخر الذي ستتوارثه عائلاتهم وأبناؤهم جيلاً بعد جيل، فهم مصدر الفخر لكل إماراتي وعربي ومسلم، لأنهم ما بخلوا بأعز ما يملكون وضحوا بأغلى ما وهبهم الله فداء لبلادهم وتلبية لنداء الواجب الوطني والأخلاقي.
صحيح ان الامارات العربية المتحدة قد شاركت في الكثير من المهام ذات الطابع العسكري ولا سيما الانساني كما سبق وذكرنا ، وان هناك شهداء كثر قدمتهم الامارات على دروب العطاء الطويلة ، الا ان استشهاد عشرات العسكريين الشرفاء من ابناء القوات المسلحة الاماراتية في اليمن،جاء ليثبت ان هذه الدولة العربية المعطاء لا ولم ولن تبخل ابدا في تقديم جسام التضحيات في سبيل الحفاظ على مبادئها والقيم العربية الاصيلة التي قامت عليها
فقد آلت هذه البلاد الكريمة والأصيلة في عروبتها ، المتمسكة بالإسلام على نفسها الا ان تكون ناصراً ومعينا لابناء الشعب اليمني ، الذين حاول العاملون في خدمة الأجنبي اختطاف حريتهم ورهن بلادهم لخدمة المشاريع الخارجية على حساب المصالح العربية القومية
وكان لدولة الامارات العربية كما هو دائما شرف المشاركة في هذا العمل الوطني والقومي البطولي.
ومع ان خسارة الامارات العربية المتحدة للعشرات من ابنائها في ساحات الشرف كانت ثقيلة ومؤلمة، ومحزنة لكل عربي واماراتي بشكل خاص ، الا ان ما يجب التوقف عنده بإمعان ،هو الطريقة التي استقبل بها شعب الامارات العربي الاصيل ،وعلى رأسه قيادته الوطنية الحكيمة،هذا الخطب الجلل، حيث اسقبلت القيادة والشعب في الامارات العربية المتحدة ما جرى ،بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره،وباحساس بالمسؤولية قل نظيره، فحبس المجتمع الاماراتي العربي حزنه،وترجمه بصورة من الفخر والاعتزاز، محولاً مواكب تشييع شهدائه الابرار الى أعراس وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتحولت مواكب التشييع الى مناسبات وطنية جدد فيها شعب الامارات العربي الاصيل ،وقيادته الحكيمة الايمان بحتمية الانتصار على اعداء الامة،عبر التمسك بالمباديء والمواقف العربية الاصيلة،التي تعكس ما يتميز به هذا الشعب من شجاعة وعروبية ،تنحني امامها الهامات.

كما تسابق قادة الدولة الى مجالس العزاء لمواساة أهالي الشهداء، فالمصاب كان جللاً ، لكن وقفة العز لهذا الشعب العظيم حولت الحزن الى إصرار وعزيمة ،فترددت على ألسنة أهالي الشهداء عبارات الصبر والجلد والإحساس بالمسؤولية لحماية الدين والوطن.
وأخيراً وليس آخراً نقول : إن المبادرة الكريمة التي قام بها مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تستحق كل التقدير والاحترام ، لأنها تقدم نموذجاً حياً لحب هذه القيادة الرشيدة لشعبها ، وتكريمها للشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل رفع راية الوطن خفاقة بكل فخر واعتزاز رحمكم الله يا شهداء الوطن الغالي.

nooraalhosani@gmail.com


تعليقات الموقع