هل نحن مثقفون طبياً ؟

مقالات
ساره ذعار العصيمي : باحثة سعودية

هل نحن مثقفون طبياً ؟

 

ان التزود بالمعلومات والحقائق الطبية أصبح اليوم ضرورة من ضرورات الحياة ،فالأنسان المثقف طبياً  يحسب حساباً لمستقبله الصحي، ويكون على صلة بأحدث التطورات والمستجدات في ميدان الطب والأدوية بصفة عامة ، فصاحب المرض المزمن  يصبح قادراً على إكمال رحلة علاجة بعد استشارة طبيبة الخاص إذ بد له ،والحال كذلك من مراقبة وضعه الصحي ومتابعة علاج مرضه بنفسه فمثل هذه الثقافة ضرورة للغاية ، وتكاد تفوق في أهميتها أحياناً أهمية مراجعة الطبيب، كما هو الحال في مريض السكري مثلاً.
أحب ان أشير إلى أنني عندما أتحدث عن الثقافة الطبية لا أقصد بها الثقافة المتخصصة ،والخوض في بحر الطب والمعلومات الطبية العميقة ، إنما اقصد بها التعرف على حقائق طبية عامة يستحب أن يعرفها جميع الناس بهدف نشر مفاهيم الصحية السليمة في المجتمع .والتعرف على أخطار الأمراض وتوعية الأفراد للوقاية منها قبل وقوعها كالوقاية من الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب، والوقاية بالتدخل المبكر لحديثي الولادة، والكثير من البرامج الوقائية للحد من انتشار الإعاقات بإنواعها .
الثقافة الطبية تعتبر من الضمانات التى تضمن بقاء الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ولايراه المرضى ،وانا في هذا المقال أسلط بعض الضوء على هذا التاج . فهو المفتاح الأول للوصول الى جيل خالٍ من الأمراض ، لقد اعتني الأسلام بصحة الفرد عناية فائقة فمن أولويات النظام الاسلامي الحث على الوقاية من الأمراض بصفة عامة والأمراض الوراثية بصفة خاصة ، بدأ من الحث على أختيار الزوجة  فقد روي عن عائشة رضي الله عنها قولة عليه الصلاة والسلام (تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم)  وانتهاءاً  بذرية قوية معافاة من الأمراض ،عن أبي هريرة قال :كنت مع النبي عليه الصلاة والسلام  فأتاة رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الانصار ،فقال عليه الصلاة و السلام :أنظرت أليها؟قال :لا ،قال: انظر أليها فإن في أعين الأنصار شيئاً”.
ايضاً الثقافة الطبية تؤهل لعمارة الأرض فقد قال تعالى (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد) عندما تكلم الله عن الفساد ،جعل إهلاك النسل أعظم فساداً مما يوجب المحافظة عليه بكل السبل المتاحة، والثقافة الطبية هي أحدى هذه السبل حيث تبني فرداً قوياً واعياً قادراً على أداء دوره الجليل في مواصلة السير نحو مستقبل أفضل صحياً.
إن جوهر الفلسفة الطبية الإسلامية يتركز بكل قوتة على الرعاية الأولية للمجتمع فينشر الإرشادات الإلهية للوقاية من الامراض ومن ثم التعليمات النبوية التي وردت كثيراً في هذا المجال.

 


تعليقات الموقع