زيارة الرئيس الصيني تجسيد لمتانة العلاقات التاريخية وتعزيز التعاون

زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات نقلة نوعية على مختلف الصعد

مقالات
نوره حسن الحوسني: زوجة شهيد الإنسانية

 

زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى الإمارات العربية المتحدة،ليست حدثاً عابراً، وإنما تحمل في طياتها الكثير من المعاني ،والمدلولات،خاصة وأنها تعد أول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيساً لبلاده، وهو أمر يعطي هذه الزيارة أهميتها ،بالنسبة للعلاقات المتينة التي تربط كلاً من الإمارات وجمهورية الصين الشعبية،والتي تعتبر أنموذجاً مشرفاً في العلاقات الدولية.
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، حرص دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تنمية وتعزيز علاقاتها مع الصين، بما يحقق المصالح المشتركة، ويسهم في دعم جهود التنمية والتطوير في المجالات كافة.
وقال سموه إن الرئيس الصيني سيبحث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، في ظل التعاون الاستراتيجي المتنامي بين البلدين الصديقين، إضافة إلى التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، السبت، عن إطلاق الأسبوع الإماراتي – الصيني الذي يستمر من 17 يوليو الجاري لغاية 24 من الشهر نفسه، بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للبلاد يوم الخميس المقبل.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن الفعالية تهدف إلى إبراز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون التجاري والتبادل الثقافي وعلاقات الصداقة بين الشعبين الإماراتي والصيني.
ومن المقرر أن تحتفل الإمارات سنويا بالأسبوع الإماراتي الصيني على أن تتزامن الاحتفالات في العام القادم مع الاحتفالات برأس السنة الصينية.
وتعكس التصريحات التي أدلى بها أكثر من مسؤول إماراتي مقدار الأهمية والآمال المعلقة على هذه الزيارة بشكل خاص،وعلاقات التعاون والصداقة القائمة بين بكين وأبوظبي ، حيث رحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذه الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الصيني على رأس وفد صيني كبير والتي تهدف إلى تعميق أواصر التعاون التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: إن هذه الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التعاون المثمر والمستقبل الواعد”.
مشيراً إلى أن الإمارات تحتضن “أكثر من مئتي ألف صيني وتضم 4000 شركة تجارية وأن الإمارات العربية المتحدة تعد الشريك الأكبر للصين في المنطقة،مشيداًبالعلاقات الشعبية والاقتصادية والثقافية المتينة التي تربط بين البلدينوالشعبين الصديقين.
من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، “إن جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة تلعبان دورا محوريا في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي.
وذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالزيارة التاريخية التي قام بها الراحل الكبير مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين قبل أكثر من ثمانية وعشرين عاماً مؤسسا بذلك لعلاقة استراتيجية بين البلدين حصدا ثمارها علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية متميزة على مدى أكثر من ثلاثة عقود .
وتزداد الزيارة أهمية إذا ما أخذنا بعين الاعتبارأن جمهورية الصين الشعبية ،بلد محوري وكبير على المستوى العالمي، وعملاق اقتصادي قوي له ثقله السياسي العالمي ،ومكانته الإقتصادية ، ما يؤهله لأن يلعب دوراً مركزياً وهاماً في تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي،والمساهمة في صنع السلام العالمي والمحافظة عليه.
وما يعزز أهمية هذه الزيارة التاريخية للرئيس الصيني لبلادنا أنها تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين ورفع حجم التبادل التجاري وتوسيع التبادل الثقافي والاجتماعي بين الصين والإمارات من خلال مجموعة من الزيارات والندوات الثقافية والسياسية بما فيها ندوة حول كتاب “حول الحكم والإدارة” للرئيس الصيني شي جين بينغ وندوة حول آفاق العلاقات الإماراتية – الصينية.
أي أن للزيارة الكريمة للرئيس بينغ إلى الإمارات ،مضامين سياسية وثقافية متعددة لا تقل أهمية عن مضامينها الإقتصادية .
ونظرا لتلك الأهمية واحتفاءً بالزيارة أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق الأسبوع الإماراتي – الصيني الذي يستمر من 17 يوليو الجاري لغاية 24 من الشهر نفسه ويهدف إلى إبراز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون التجاري والتبادل الثقافي وعلاقات الصداقة بين الشعبين.. كما سوف تحتفل الدولة سنويا بالأسبوع الإماراتي الصيني على أن تتزامن الاحتفالات في العام القادم مع الاحتفالات برأس السنة الصينية.
والحقيقة أن مسيرة العلاقات الصينية الإماراتية ،هي مسيرة طويلة ،تتطور باستمرار،حيث شهدت السنوات الأخيرة تناميا سريعا لهذه الهلاقات ،إذ تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين الـ50 مليار دولار ما جعل الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية قد انطلقت في الأول من نوفمبر 1984 فيما افتتحت السفارة الإماراتية في بكين في مارس عام 1987.. لتتوج هذه العلاقات بين البلدين من خلال زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة إلى بكين في مايو 1990 على رأس وفد رسمي وكانت الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين.
ولذلك نستطيع القول إن هذه الزيارة التاريخية تمثل نقلة استراتيجية نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين،مثلما تصب في مصلحة شعوب المنطقة والعالم أجمع، وتسهم في تعزيز التواصل بين الحضارات والتواصل الإيجابي بين الشعوب.
وتبدو قوة العلاقة بين البلدين الصديقين من خلال الكثير من الأوجه
،حيث تشير الوقائع الكثيرة إلى تنامي هذه العلاقة المتميزة على المستويين الرسمي والشعبي على حد سواء ،إذ تشير الإحصائيات إلى أن أعداد السياح الصينيين إلى دولة الإمارات بلغت نحو مليون سائح خلال عام 2017،بالإضافة إلى العديد من الشركات ورجال الأعمال الصينيين الذين وجدوا في الإمارات تربة خصبة وآمنة ومريحة للقيام باستثماراتهم ،في ظل ما توفره الدولة من حوافز،ومحفزات اقتصادية كثير، ناهيك عن قنوات الاتصال الثقافي والفني والرياضي بين البلدين.
وبمناسبة هذه الزيارة التاريخية للرئيس الصيني قال السفير الإماراتي لدى الصين، علي الظاهري، بأنّ حجم التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والصين وصل خلال عام 2017 إلى أكثر من 50 مليار دولار،مشيراً، خلال لقائه الوفد الإعلامي الإماراتي بمقر السفارة الإماراتية في العاصمة الصينية بكين، إلى اهتمام الصين بالدول العربية، وخاصة دولة الإمارات التي تتميز بعلاقات جيدة معها.
و لابد من التأكيد هنا على أن هذه الزيارة ومثيلاتها التي يقوم بها زعماء عالميون إلى بلادنا،تعكس مدى التقدير والاحترام الذي تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة، على الساحة الدولية، بسبب ما تنتهجه من سياسة حكيمة،في ظل قيادتها الحكيمة التي تؤمن بأهمية التعايش والسلام بين الشعوب،ماأهل الإمارات لأن تكون أنموذجاً يحتذى في سياستها الإقليمية والعالمية، ليس على مستوى المنطقة وحسب وإنما على المستوى العالمي أيضاً.


تعليقات الموقع