افتراضات خاطئة عن العمال

مقالات
خاص بالوطن عن "هارفارد بزنس" ليندا غراتون وأندرو سكوت

أصبح فرض نماذج نمطية على الناس بالاستناد إلى أعمارهم جزءاً لا يتجزأ من طبيعتنا. وبالتالي، إن كانوا في العشرينيات من عمرهم، سنعتبرهم ملمّين بالتكنولوجيا، ومهووسين بالحفاظ على لياقتهم البدنية، ومستعدين لتغيير وظائفهم بوتيرة متكررة، وسط سعيهم للحصول على وظيفة ذات مغذى. أما من بلغوا العقد السادس والسابع من عمرهم، فسنعتبرهم منهكين وأقل اهتماماً بالعمل، وبالتالي، نراهم يتوقون للاستفادة من الاسترخاء المرافق لفترة التقاعد الطويلة التي تنتظرهم.
هل هذه الافتراضات مفيدة؟ برأينا، هذا السؤال بالغ الأهمّية ولا بدّ من طرحه، نظراً إلى التحوّل الذي تشهده الحياة العملية اليوم – التي ترسم معالمها الابتكارات التكنولوجية وتمدّدها الفترة المتزايدة التي نبقى فيها على قيد الحياة. وبهدف فهم كيفية استجابة الناس إلى هذه التغيرات في حياتهم العملية، أجرينا استطلاعاً مع أكثر من 10،000 شخص من أرجاء العالم، تتراوح أعمارهم بين 23 و80 عاماً.
واكتشفنا فوارق أقل بكثير مما تصوّرنا بين المجموعات العمرية. وتنبّهنا إلى أنّ القوى العاملة كلّها تتقاسم عدداً كبيراً من الخصائص والرغبات التي يوصف بها الشبان عادة. فما السبب المحتمل لذلك؟
يعود أحد الأسباب بكل بساطة إلى كوننا نعيش لفترة أطول، فنعمل لمدّة أطول، وبطريقة مختلفة.
في سياق إعداد كتابنا، وعنوانه “حياة المئة عام”، احتسبنا الفترة التي يُحتمل أن يعمل الناس خلالها. ومع أنه لا يمكننا توخّي الدقّة الكاملة في هذا المجال، اتّضح لنا أنّ تمويل التقاعد يحثّ الكثيرين، ممن هم الآن في الخمسينيات من عمرهم، على العمل حتى يصبحوا في السبعينيات، أمّا الذين هم في العشرينيات من عمرهم، فقد يعملون حتى عمر الثمانين، ما يعني أن أشخاصاً من فئات عمريّة مختلفة سيعملون أكثر فأكثر معاً.
مع هذه الحياة العملية الطويلة المرفقة بتغييرات تكنولوجية، سيتفكك مفهوم الحياة المندرجة على ثلاثة مراحل، تشمل التحصيل العلمي بدوام كامل، ثم العمل بدوام كامل، يليه التقاعد بدوام كامل. وستحل مكانها – بالنسبة إلى جميع الموظفين، بغضّ النظر عن أعمارهم – حياة متعددة المراحل تمزج بين التحصيل العلمي والاستكشاف والتعلّم، وبين الوظائف في المؤسسات والأعمال بدوام حر، وبين الوقت الممضي خارج إطار القوى العاملة. وسيسمح تنوّع هذه المراحل وتسلسلها المحتمل بتنوّع الفئات العمرية، فيصبح العمل أكثر فأكثر “غير مرتبط بالفئات العمريّة”، وتصير النماذج النمطية المرتبطة بالأعمار بائدة.


تعليقات الموقع