الشارقة: الوطن
تحقيقاً لأهداف أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك بجامعة الشارقة، والتي أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه)، كصرح علمي يهدف إلى إثراء العلوم والمعرفة بمستجدات وأهمية وأثر علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، ولتكون رائدة عالميًا في مختلف الأبحاث العلمية وترسيخ مكانة الدولة كمركز علمي على المستويين الإقليمي والعالمي، وفي إطار تقدمها الراسخ في الميادين العلمية العالمية، وفي حدث نادر من نوعه، سجل الراصد الفلكي ومساعد الباحث الأستاذ محمد فضل طلافحة بمرصد الشارقة الفلكي في الأكاديمية اصطداماً متسلسلا لأجسام نيزكية على سطح القمر، وذلك يوم الثامن عشر من كانون الثاني يناير 2021م.
أعلن ذلك سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وأشار إلى أنه قد تم رصد هذه الاصطدامات باستخدام تلسكوب رصد الضربات النيزكية على سطح القمر (SLIO) التابع لمرصد الشارقة الفلكي، والذي يتكون من قبة بارتفاع ثلاثة أمتار مزودة بتلسكوب Meade مقاس 14- بوصة إلى جانب العديد من الأدوات الحساسة.
وأضاف سعادته معبرا عن أهمية تلسكوب رصد الضربات النيزكية على سطح القمر (SLIO) فقال انه يقوم بعملية الرصد الأرضي للجزء المظلم من القمر لتحديد معدلات وأحجام النيازك الكبيرة التي تضرب سطح القمر. ويختص هذا المرصد برصد الاصطدامات النيزكية على سطح القمر بهدف تعزيز الفهم بتأثيراتها على الرحلات والمهمات الفضائية، والتي بدورها تساعد على حماية وتمكين الرحلات الفضائية المأهولة برواد الفضاء، ومن خلال رصد مثل هذه الظواهر يفتح المجال لدراسة أنواع وتأثيرات مثل هذه الاصطدامات على سطح القمر وكيفية تكون الفوهات القمرية على مر مليارات السنين، كما يثابر الفريق العامل بهذا المرصد على متابعة ورصد هذا النوع من الأحداث ومشاركة نتائجه مع المراصد العالمية الأخرى حول العالم، إلى جانب اشراك الطلبة في مختلف المشاريع البحثية ومهمات الرصد في مرصد الشارقة الفلكي.
وأكد سعادة مدير الجامعة أن الأكاديمية، وبفضل الدعم السخي والمستمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه)، ومن خلال هذا الإنجاز الكبير تؤكد إمكانياتها في تحقيق هذا الجانب من دورها العلمي والعملي، مشيرا إلى أن هذه الأكاديمية تمضي قدماً بخطى ثابتة وراسخة في إثراء الوعي والمعرفة بميادين علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك من خلال المشاريع العلمية والبحثية المختلفة.
وفي خدمة هذه الميادين، أضاف سعادة الدكتور النعيمي أنه تم إطلاق عدة برامج جديدة على مستوى الدراسات العليا منها برنامج ماجستير العلوم في علوم الفضاء والفلك، وبرنامج ماجستير العلوم في نظم المعلومات الجغرافية ولاستشعار عن بعد، وبرنامج الماجستير في القانون الجوي والفضائي، والتي تطرحها الجامعة بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، وتهدف إلى تعزيز المعرفة الأكاديمية والمهنية للطلبة، وتزويدهم بالخبرة المطلوبة في مجال علوم الفضاء والفلك من خلال العمل على الأبحاث المختصة في المواضيع الفلكية المختلفة وتطوير المشاريع التي تدعم قطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم.
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور مشهور أحمد الوردات نائب مدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك للشؤون الأكاديمية ومرصد الشارقة الفلكي، أنه وبعد تحليل وقت الاصطدامات ومواضعها النسبية توصل الفريق إلى أن هذه الاصطدامات هي عبارة عن سلسلة من الاصطدامات النيزكية الناتجة عن تفتت الجسم النيزكي بفعل جاذبية القمر عند اقترابه من سطحه، حيث تتشظى الأجسام النيزكية وتسقط على شكل قطع متناثرة طولياً، كما حصل في عدة ضربات نيزكية مثل تلك التي حصلت للمذنب شوميكر – ليفي عند اقترابه من سطح المشتري عام 1994م، إذ تشظى واصطدمت اجزاءه بالكوكب على شكل سلسلة طولية تم رصدها من الأرض في حينها. وحصل ذلك أيضاً للكويكب الذي ضرب الأرض عام 2008م والذي تشظى وتناثرت اجزاءه على منطقة طولية واسعة في الصحراء النوبية شمال السودان.
وأوضح أن فريق مرصد الشارقة الفلكي يعمل الآن على تحليل أعمق لهذا الضربات النيزكية القمرية لتحديد مصدر وكتلة الجرم الأساسية، وذلك ضمن مشاريع المرصد المختلفة والتي تشمل رصد المجرات والنجوم الثنائية، ودراسة النجوم المتغيرة، وتحديد عمر المجموعات النجمية، وذلك بهدف نشر المعلومة العلمية ودعم المشاريع البحثية المختلفة، وأكد نائب مدير عام الأكاديمية للشؤون الأكاديمية ومرصد الشارقة الفلكي أن المرصد يعد من المراصد الصغيرة المجهزة بأفضل وأحدث الأجهزة التي يمكنها التصوير الفلكي والرصد العميق والدقيق للسماء وما تشتمل عليه من أجرام سماوية، ويحتوي على عدد من التلسكوبات التي تمكن الباحث من دراسة أطياف النجوم ورصد الكواكب الخارجية (Exoplanets) والشمس وتغيراتها.
كما صرح الراصد الفلكي ومساعد الباحث السيد محمد فضل طلافحة أن عملية الرصد المجدّولة شهريا لرصد الضربات النيزكية على سطح القمر بوساطة تلسكوب رصد الضربات النيزكية على سطح القمرSharjah Lunar Impact Observatory (SLIO) والمخصص لمثل هذه الأرصاد، تعتبر من عمليات الرصد الفلكية الدقيقة جداً، والتي تحتاج إلى أدوات رصدية ذات حساسية عالية، وتتطلب دقة عالية في التحليل، إذ أن هذه الاصطدامات تظهر على شكل ومضات ضوئية قصيرة جداً تصل في بعض الأحيان الى أجزاء من الثانية.
وما يميز هذه السلسلة من الاصطدامات بأنها حدثت خلال فترة زمنية قصيرة (دقيقة واحدة) وكانت ذات سطوع أكبر من المعتاد وفترات وميضها طويلة نسبياً، إذ سجلت فترات تصل الى ربع ثانية في كل اصطدام ويعتبر هذا وقتاً طويلاً لمثل هذه الأحداث. ومن الملاحظ بأن هذه الاصطدامات قد انتشرت في منتصف الجانب الشرقي المظلم من القمر وقت الرصد وامتدت على مسافة 1000كم على سطح القمر.
وأضاف أنه يظهر من التحليلات الأولية لهذه الاصطدامات بأنها أنشأت فوهات قمرية حديثة على سطح القمر تتراوح أقطارها ما بين 5 الى 10 أمتار.
ويذكر أن مرصد الشارقة الفلكي قد سجل العديد من الاصطدامات خلال الفترة السابقة كأول مرصد في الشرق الأوسط مخصص لهذا النوع من الرصد وسجل تعاوناً مهما مع وكالة الفضاء الأوربية في هذا النوع من الأرصاد.
—
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.