2.176 مليون وفاة بالفيروس حول العالم

أنظار العالم إلى ووهان وفريق “الصحة العالمية” يتتبع منشأ كورونا

الرئيسية دولي

 

تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 2,176,000 شخص في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد رسمي أمس الخميس.
وأصيب رسمياً أكثر من 100,829,870 شخصاً في العالم بالفيروس منذ ظهور الوباء، وشُفي من بينهم ما لا يقلّ عن 61,298,900 شخص.
تستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية، كما في روسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
ومنذ بدء تفشي الوباء، ازداد عدد اختبارات الكشف بشكل كبير وتحسنت تقنيات الفحص والتعقب، ما أدى إلى زيادة في عدد الإصابات المشخصة.
وخرج فريق من خبراء منظمة الصحة الدولية من الحجر الصحي في ووهان أمس الخميس استعداد لبدء مهمة بالغة الحساسية تتعلق بتتبع منشأ جائحة كوفيد-19 وذلك بعدما أكدت واشنطن بتحقيق أنها “ستقيّم مصداقية تقرير التحقيق عند انتهائه”، في تحذير رفضته الصين.
وقد غادر خبراء المنظمة أمس الخميس الفندق حيث أمضوا حجرا صحيا استمر أسبوعين، قبل بدء تحقيقهم الميداني.
وشوهد عشرات المحققين يستقلون حافلة كانت تنتظرهم عند مدخل الفندق. وغادرت الآلية المكان إلى وجهة مجهولة في المدينة التي ظهر فيها وباء كوفيد-19 في نهاية 2019.
وجاءت دعوة الولايات المتحدة في وقت تجاوز عدد الإصابات بالفيروس عتبة المئة مليون إصابة وفيما تبذل الحكومات جهودا حثيثة للحصول على جرعات محدودة من اللقاح، وسط خلاف تفجر بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول إمدادات اللقاح الذي تنتجه شركة أسترازينيكا.
وقد صدّت الصين حتى الآن الجهود الدولية لتتبع منشأ الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 2,1 مليون شخص في العالم، ولم تسمح إلا مؤخرا لفريق منظمة الصحة بالدخول إلى أراضيها بعد إرجاء متكرر للزيارة.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض “من الضروري الوصول إلى جوهر الأمور للأيام الأولى من الوباء في الصين، وطالما دعمنا تحقيقا دوليا يجب أن يكون في رأينا واضحا ومعمقا”.
وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أغضب الصين باتهامها بالاستجابة الفاشلة للظهور الأول للوباء في ووهان، وقاد الدعوات المطالبة بتحقيق مستقل.
وسعت الصين لاستبعاد أي مسؤولية عن الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة، وقالت من دون تقديم أدلة أن الفيروس ظهر في مكان آخر.
ومن المتوقع أن يبدأ فريق منظمة الصحة العالمية مهمته الشديد الترقب، وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أن أنهى أفراد الفريق فترة الحجر بعد وصولهم إلى الصين.
لكن أقارب الذين توفوا في ووهان، اتهموا السلطات الصينية بحظر مجموعتهم من تطبيق للتواصل الاجتماعي والضغط عليهم لإسكاتهم، في مسعى على ما يبدو لتجنب أي إحراج خلال تحقيق المنظمة.
تفاقم الوباء على رغم انطلاق حملات تلقيح في العديد من الدول، وبرزت مشكلة رئيسية في الأسابيع الأخيرة تتعلق بتخطي الطلب على اللقاحات بفارق كبير الكميات المتوفرة.
ومع ارتفاع عدد الإصابات في أنحاء أوروبا طلب الاتحاد الأوروبي أن تقوم أسترازينيكا بسدّ التأخر في التسليم، بتزويدها بجرعات من مصانعها في المملكة المتحدة.
لكن بريطانيا طلبت من الشركة الإيفاء بتعهداتها المتعلقة بالتسليم أيضا في وقت تسعى لتسريع برنامجها، بل حتى تستخدم مواقع تاريخية مثل كاتدرائية سالزبري وملعب لورد للكريكت، كمركزين للتلقيح.
وقالت أسترازينيكا ببساطة إن كمية اللقاحات غير كافية.
وسيتم إنتاج 90 مليون جرعة على الأقل من اللقاح الذي تطوره أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، في اليابان، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو أمس الخميس، لكن وسائل إعلام محلية قالت إن اللقاحات قد لا يتم توزيعها قبل مايو.
وفايزر التي قامت بتطوير لقاحها الناجح مع شركة بايونتيك، رفعت هدف انتاجها لهذا العام من 1,3 مليار جرعة إلى مليارين.
وفيما يعود ذلك في جزء منه إلى زيادة الانتاج، فإن رفع الكمية مرتبط أيضا بالطريقة التي تقوم فيها الشركة باحتساب عدد الجرعات. فبعد أن قالت أساسا إن كل قارورة تحتوي عل خمس جرعات، تؤكد الشركة الآن أنه يمكن استخراج ست حقن منها.
واعتبرت الإدارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية أمس الخميس أنه “من المبكر جداً تخفيف” التدابير الصحية في أوروبا رغم تراجع عدد الإصابات في عدد كبير من الدول.
ودعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه في مؤتمر صحافي عبر الانترنت إلى تجنّب التخلي على نحو مفاجئ عن التدابير المفروضة للحدّ من تفشي الوباء وإلى “عدم تخفيف مستوى اليقظة” خصوصاً بسبب وجود نسخ متحوّرة جديدة من الفيروس معدية أكثر من الفيروس الأصلي.
وقال كلوغه “فتح وإغلاق، وعزل ثم فتح بسرعة هي استراتيجية سيئة” داعياً إلى اتخاذ تدابير بشكل “تدرجي” أكثر.
ومن أصل 53 دولة تصنّفها منظمة الصحة ضمن المنطقة الأوروبية “ومن بينها دول من آسيا الوسطى”، شهدت 30 دولة تراجعاً كبيراً لمعدل الإصابة التراكمي على مدى 14 يومًا، بحسب المنظمة الأممية.
لكن أوضح كلوغه أن “معدلات العدوى في كافة أنحاء أوروبا لا تزال مرتفعة” مضيفاً أن “هذا الأمر له تداعيات على أنظمة الصحة ويضع خدمات الرعاية أمام اختبار صعب، وبالتالي من المبكر جداً تخفيف” التدابير الصحية.
وتراجع عدد الإصابات الجديدة في أوروبا، بدون احتساب دول آسيا الوسطى التي تشملها منطقة تغطية المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة، بنسبة 10% في الأيام السبعة الأخيرة مقارنة بالأسبوع الماضي، ليبلغ عدد الإصابات الجديدة في المنطقة 1,421,692.
وقال كلوغه “في مواجهة النسخ المتحوّرة الجديدة من الفيروس وهي معدية أكثر، يجب أن نبقى متيقظين”.
في منطقة الفرع الأوروبي من منظمة الصحة، سجّلت 33 دولة إصابات مرتبطة بالنسخة المتحوّرة البريطانية و16 دولة إصابات بالنسخة المتحوّرة الجنوب إفريقية، بحسب بياناتها الأخيرة.
وتابع كلوغه “هذا هو الوقت الذي يجب فيه أن نستدعي كل احتياطاتنا من الصبر والصمود لاحترام التدابير الضرورية التي تحمي أنظمتنا الصحية من الانهيار تحت ضغوط فيروس أشد عدوى”، في وقت بدأت 35 دولة في المنطقة حملة التلقيح.
وينبغي أن تتزامن الجهود المطلوبة مع إيلاء اهتمام خاص للصحة النفسية.
وقال كلوغه “أصبحت الصحة النفسية السيئة جائحة موازية”.
وأشار إلى أن نصف الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً وكذلك 20% من العاملين في قطاع الصحة يعانون من “القلق والاكتئاب”، بحسب أرقام منظمة العمل الدولية.ا.ف.ب

 


تعليقات الموقع