كلمة رئيس التحرير

إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد

الرئيسية مقالات
بقلم د . عبدالرحمن الشميري


إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد

“أنجزت المهمة بنجاح” كلمات عبر من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بعد الإعلان عن نجاح “مسبار الأمل” في دخول مداره حول المريخ في نجاح عظيم للمهمة التي عبر عنها كذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال تقديم التهاني لفريق “مسبار الأمل” والتعبير عن فخر الوطن بهم بعد أن تحطم مستحيل جديد عبر دخول “المسبار” الناجح إلى مداره حول كوكب المريخ، بقول سموه: “يوم وطني ثانٍ في الإمارات.. لحظة تحول كبرى في تاريخنا ومسيرتنا التنموية.. نبارك لرئيس الدولة ولأخي محمد بن راشد والحكام وشعبنا الوفي.. إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد ” طيب الله ثراه ” ..كان يحلم بهذه اللحظة.. وعيال زايد حققوا أمنيته بالإرادة والعزيمة والتصميم”.
أن تفتتح الدولة رحلة الخمسين عاماً القادمة وتدشن انطلاقتها عبر مشروع يكاد يكون غير مسبوق بتاريخ البشرية والمتمثل بـ”مسبار الأمل” في إنجاز هو الأول من نوعه في رحلات الأمم نحو الغد، فهي سابقة في مساعي الأمم وجهودها بصناعة الحضارة وتحقيق قفزات كبرى في التقدم والازدهار قد لا تستطيع دولة ثانية أن تقوم بها، إنها نتاج ثقافة شعب ومنهاج حياة أبى إلا أن يترجمها إلى إنجازات ونجاحات ولم تكن يوماً إلا متفردة ومتميزة لتكون مصدر إلهام ومحطات جديدة بمثابة الأساس لما سيليها، لقد كانت الوطنية الإماراتية في جميع الميادين والمحافل متميزة بروح الفريق الواحد، وفي “مسبار الأمل كانت كوكبة من أبناء الوطن هم أكثر من 200 مهندس ومهندسة من الذين نشعر تجاههم بكل الفخر والاعتزاز وكيف كانوا يصلون الليل بالنهار ولأكثر من 5.5 مليون ساعة عمل لمدة 7 سنوات، للوصول إلى اللحظة التي نقول فيها للتاريخ سجل وصول أمة عطشى للمجد.. للنجاح.. للأمل .. للنهوض .. للحياة بمفهومها العصري القائم على العلوم والإبداعات والاختراعات والإنجازات التي تكفل إحداث تغيير حقيقي في حياة الشعوب ، فكانت دولة الإمارات بنظرة قيادتها وإرادة شعبها.
في صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، تعود للعام 1976 خلال استقبال وفد من رواد الفضاء الأميركيين المشاركين في مهمة “أبولو سيوز”، تظهر فيها نظرة القائد المؤسس وهي تختصر كل ما يمكن أن يحمله الإنسان من عزيمة وطموح وتصميم.. إنها نظرة كانت كفيلة بأن تُظهر عزيمة قائد يعرف كيف يصنع التاريخ ويوجه شعبه إلى تحقيق الإنجازات وقهر المستحيل لتبدأ مسيرة تمكين الإنسان الإماراتي المبدع الخلاق القادر على ترجمة طموحات وأهداف وطنه الكبرى إلى حقائق ووقائع، وها هو اليوم حلم زايد يتحقق إذ تبين للعالم أجمع أن رهاننا الرابح وثروتنا الحقيقية تتمثل في الإنسان .. هو العقل الإماراتي.. هي ثقافة شباب الوطن أن لا مستحيل يمكن أن يحول دون الوصول إلى غاياتنا وإرضاء طموحنا في خدمة الوطن .. وأن العزيمة المغروسة في نفوس أبناء دولة الإمارات كفيلة بأن توصل الدولة إلى أعلى قمم المجد وما يمكن أن يتصوره العقل البشري، وهذا ما ترسخه قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وتؤكده في جميع المناسبات، فمع كل إنجاز هناك خبرات تتراكم ومعارف تتزايد ويتم تسخيرها نحو النجاح عبر القوة بالعلم والصبر والتصميم وبالعزيمة وكل ما يضمن أن تكون الإمارات دائماً الرقم واحد.
عندما عملت دولة الإمارات لتستعيد الأمة مجدها وتألقها أهدت البشرية باسم العروبة واحداً من أعظم إنجازات التاريخ البشري، أهدتهم مفتاح الغد من أبعد نقطة وصلها العقل البشري، من المريخ الكوكب الأحمر الذي كان حتى سنوات قليلة أكبر من طاقة الإنسان على الحلم.. نجحنا بصدقنا وعملنا ووفائنا لوطن يستحق كل شيء .. مبارك للوطن وللعروبة وللبشرية هذا الفتح العظيم الذي عشنا معه مزيجاً من المشاعر التي قلما يمكن أن نعيشها.. أنجزت المهمة وكسبنا نصراً مؤزراً ينقلنا وينقل العالم معنا إلى مرحلة جديدة فما بعد “مسبار الأمل والساعة 8.8 مساء الثلاثاء بتوقيت دولة الإمارات بتاريخ 9-2-2021 هذا اليوم الخالد ليس كما قبله.

gm@al-watan.ae


تعليقات الموقع