تحصين أمن الشرق الأوسط

الإفتتاحية

تحصين أمن الشرق الأوسط

لا يزال العالم يترقب المواقف التي ستعلنها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، ولاشك أن واحداً من أهم تلك الملفات هو ما يقوم به النظام الإيراني من مواصلة تهديد أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وانتهاج سياسة خطيرة تقوم على كل ما يخالف القانون الدولي وخاصة من حيث انتهاك سيادة عدة دول عبر الزج بالمرتزقة والمليشيات الإرهابية فيها، والتدخل في شؤونها الداخلية والعمل على سلب قرارها وجعلها في خدمة المشروع الإيراني القائم على التوسع ومحاولة الهيمنة على شؤون المنطقة، ولاشك أن موقف الإدارة الأمريكية المؤكد بالرفض القاطع لامتلاك إيران السلاح النووي هو موقف يحظى باحترام وتأييد دول العالم أجمع، لاسيما أن القناعة التامة لدى الجميع تؤكد أن منطقة الشرق الأوسط يجب أن تبقى خالية من أسلحة التدمير الشامل، والترقب اليوم والكثير من التحليلات والقراءات تدور حول الاتفاق النووي الذي سبق وتم إبرامه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وألغته الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، واليوم يدرك الجميع أن كل توجه للإدارة الأمريكية يجب أن يضع في الاعتبار وقف التعديات الإيرانية وسياستها العبثية وما تسببه للملايين من شعوب عدة دول عربية، فالمنطقة عانت بما فيه الكفاية من الأزمات والحروب والتوترات والخلافات التي انعكست سلباً على طموحات وأحلام الكثير من الشعوب وسببت تدمير عدد منها، وكان اللافت خلالها أن النظام الإيراني يحاول أن يبقى عكس التاريخ ويريد أن يكون حجر عثرة في مواجهة المساعي والجهود التي تؤمن بالسلام وعدم التدخل في شؤون الدول وبناء علاقات سليمة تقوم على الاحترام المتبادل.
يدرك الجميع أن السياسة الأمريكية يمكن أن يكون لها تأثير كبير في مواجهة الكثير من الأزمات والقضايا والتحديات، لأن لها تجربة واسعة جداً في التعامل مع قضايا المنطقة ومنذ زمن طويل، وهي مدركة لخطورة السياسة الإيرانية التي لم تستثن أحداً بل وصلت آثارها إلى الكثير من الدول في مختلف أصقاع الأرض، واليوم يترقب العالم موقفاً يكون بحجم التحديات وبما يعزز الثقة بالدور المطلوب من واشنطن من حيث البناء على جميع النقاط الإيجابية التي سبق تحقيقها والعمل على توسيع رقعة السلام كونه الأساس لكل تقدم وتنمية ممكنة، كما أنه لابد من أن يكون التنسيق الدولي حاضراً وفق ما تستوجبه المصلحة العالمية في التعامل مع عدد من الحرائق المشتعلة وإنهاء كافة التعديات التي تقع بشكل شبه يومي من أطراف وأدوات يتم تحريكها من قبل المشغلين الذين لا يريدون للمنطقة أن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار.


تعليقات الموقع