محمد بن زايد: هذا الوقت سيمضي
مع التفاؤل الدولي بشأن السيطرة على انتشار فيروس كورونا والعودة للحياة الطبيعية كما كانت قبل هذا الوباء حسب كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، علينا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء قبل عام تقريباً أو بالتحديد إلى “17 مارس 2020” حيث كان التفاؤل والثقة موجودين في دولة الإمارات منذ بداية الأزمة وذلك في الكلمة الشهيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما قال: هذا الوقت سيمضي ولكن يحتاج إلى الصبر.
ومثل ما يعتبر الكثيرون أن الخبر هو الذي كان ينتظره العالم طويلاً، فإنه يمكن أن يمنح حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان درساً سياسياً يفوق بكثير المحاضرات النظرية والنصائح الوعظية التي سمعها العالم خلال فترة الأزمة.
فمنذ بداية الأزمة وصدمتها الأولى للعالم وضع سموه في ذلك اللقاء مع الوزراء والمسؤولين النقاط على الحروف من ناحية أهمية الثقة بالنفس والتفاؤل في مواجهة الفيروس والقضاء عليه مع الأخذ بالأسباب الأخرى مثل التباعد الاجتماعي واللقاح الذي هو المنقذ الوحيد منذ بداية الأزمة.
أجواء الترحيب والتفاؤل العالمية ترافقها تحذيرات وإجراءات من بعض الدول وهو أمر ضروري خاصة في ظل خطورة المرض وحالة الفرحة بين الناس لكي تكون كل الإجراءات الاحترازية مكتملة.
وتظهر الإحصائيات الخاصة بمواجهة كورونا ومنها توفير لقاحات ضد فيروس كورونا أن دولة الإمارات واحدة من ضمن دول العالم المعدودة التي يتوفر فيها اللقاح وأنها لا تعاني مشاكل في توفيرها أو حتى القلق الذي تشعر به دول أخرى بل هي من الدول التي تقدم الدعم اللوجستي بين الدول المصدرة والمستقبلة. كما تبين أيضاً تلك الأرقام الدولية أنها تتفوق على عدد كبير من دول العالم في عدد الذين أخذوا اللقاح نسبة إلى التعداد السكاني حيث فاق الـ6 مليون إنسان ويتم كل ذلك بالمجان سواء للمقيم أو للمواطن إذ تتعامل معهم الدولة بقيادتها الرشيدة كأبناء وتحرص على سلامتهم جميعاً دون تمييز.
ومن المناسب هنا التوضيح أن هذه الإدارة الناجحة للأزمة منذ بدايتها والتي تسجل نتائجها الكبيرة خلال هذا الوقت وهي اللحظة الحاسمة في مواجهة هذا الفيروس حيث تتمثل في توفر اللقاح في الدولة رغم معاناة المجتمعات الأخرى، والموضوع ليس في القوة وإنما في قوة الفكر السياسي لصانع القرار الإماراتي ورؤيته الاستراتيجية عندما دخلت كمساهم رئيسي مع مختبرات عالمية لاكتشاف اللقاح لتكون بذلك من أول الدول التي بدأت العمل مبكراً.
تحملت الإمارات المسئولية الإنسانية للأزمة منذ البداية فكما قدمت مساعدات طبية في بداية الأزمة فإنها شاركت في التجارب السريرية ونجحت في اختبارها اللقاح الصيني على (31 ألف) من الشعب الإماراتي يمثلون 125 جنسية وقدمت المعلومات والنتائج حسب الأعمار والفئات.
بالتزامن مع نبرة التفاؤل العالمية للسيطرة بعد مرور عام على الوباء الذي يعتبر يوماً عظيماً حين ترجع الحياة إلى طبيعتها بعد انتظار طويل، على الرأي العام العالمي أن يتذكر ذلك الخطاب التاريخي الخالد لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: هذا الوقت سيمضي.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.