أمن المنطقة الأهم عالمياً
لاشك أن تدخلات إيران والسياسة الهمجية التي يتبعها نظامها، هي السبب الرئيسي وراء الكثير من أزمات المنطقة وحرائقها المشتعلة منذ سنوات طويلة، واليوم يترقب العالم تطورات الأحداث ومدى الفاعلية التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي في مواجهة كل ما تفرزه المخططات القائمة سواء على صعيد التدخل في شؤون عدد من دول المنطقة، أو من ناحية الملف النووي الذي تنصلت إيران من التزاماتها الواجبة تجاهه وباتت تواصل نهجها الخطير الذي يثير قلقاً إقليمياً وعالمياً متصاعداً، خاصة مع مؤشرات خلاف وتبدل كبيرين في النهج الذي قد تتبعه الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، رغم التأكيد الهام والضروري الراسخ الذي جددت واشنطن الالتزام به وهو منع إيران من امتلاك السلاح النووي، حيث إن العالم أجمع يشدد على ضرورة خلو منطقة الشرق الأوسط وهي الأهم من الأسلحة النووية بجميع أشكالها، وبالتالي فإن التزامات واشنطن وتوجه الموقف الأوروبي نحو موقف أكثر فاعلية في مواجهة إيران.. جميعها تخدم أهداف المجتمع الدولي وقناعاته الواجبة بالأمن والاستقرار ، لكن بالمقابل يبقى سؤال رئيسي وهام يتمثل في العبث المتواصل بأمن عدد من دول المنطقة وانتهاكات إيران لسيادتها وإرسال المليشيات واتخاذها أوراق ضغط وابتزاز في مماحكاتها المتواصلة؟
استقرار المنطقة أساس الاستقرار العالمي لأسباب كثيرة لا تبدأ بكونها قلب العالم بحكم موقعها، ولا تنتهي بأنها من مقومات وأعمدة أمان الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن كل محاولات إيران لا تقتصر آثارها السلبية على المنطقة فقط، بل تسبب تهديداً حقيقياً للعالم أجمع، وبالتالي فإن الشرار المتطاير من الحرائق التي تحاول إيران بكل ما تستطيع أن تبقي نيرانها مستعرة، والتمدد الذي تقوم به حيث يشكل خطراً وجودياً على كل دولة وجدت منفذاً إليها خاصة من ناحية العمل على تغيير الثقافات والهوية وحتى العقائد، وهي إن لم تجد موقفاً حاسماً وسريعاً للتعامل معها فجميعها في النهاية أمراض يمكن أن تتفشى ويكون لها الكثير من التداعيات، لذلك التوجه العالمي اليوم يجب أن يضع في الاعتبار أن التعامل مع مخاطر السياسة الإيرانية يجب ألا يقتصر على ملف واحد بل كسلة متكاملة لا يكون فيها أي مجال للتفسيرات المتضاربة أو التسويف، بل لا بد من فرض القانون الدولي واحترام ما ينص عليه من آلية وقواعد العلاقات وبما يكفل حماية أمن الدول والشعوب المستهدفة بانتهاكات إيران ومليشياتها وتعدياتها، فضلاً عن ضرورة التعامل الحاسم مع كافة التنظيمات المسلحة التابعة لإيران والتي تعمل على خدمة أجندتها الخبيثة.. أمن وسلامة المنطقة خط أحمر ويجب على صناع القرار في المجتمع الدولي أن يعملوا على تحصينه وتعزيز مقوماته ومنع المس به.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.