11 مارس.. ميلاد قائد
تمثل بعض الأيام والتواريخ محطات في حياة الأمم والشعوب وذلك لما تحمله من معاني ودلالات مهمة ويخلدها التاريخ بمواقف أشخاص أثروا فيها لأنها تمثل تحولات كبرى في مجرى التاريخ.
وإذا كان من المعتاد والمتعارف عليه على المستوى العالمي أن التواريخ يبدأ تسجيلها مع تولي قادة الحكم في بلدانها إلا أن هناك تواريخ أخرى يبدأ تسجيلها مع ولادة زعامات يبدو من لحظاتها الأولى أنها تحمل الهم الوطني والإنساني منذ نعومة أظفارها وتحمل مؤشرات بأنها صانعة للتاريخ وأن هذه الشخصية سيكون لها شأن كبير على مستوى العالم.
أحد القيادات العظيمة على مستوى العالم، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما جاء في ذلك المقطع القصير للأستاذ محمد مندي الذي كان مدرساً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وهو في المرحلة الابتدائية.
قد لا يكون ليوم الحادي عشر من مارس أي إشارة سوى أنها أيام عادية بقدر أن أفعال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومواقفه غير العادية والتي مزجت بين السياسة والإنسانية على المستوى العالمي هي التي جعلت من هذا اليوم تاريخاً مهماً وملهماً في حياة شعب الإمارات ومجتمعها من مواطنين ومقيمين ومعهم باقي شعوب العالم الذين تفاعلوا إعلامياً مع هذه المناسبة التي بينت ذلك الإجماع على ما مثلته مواقفه من تحولات في مسيرة العالم.
حيث فتحت مواقف سموه الوطنية مجالاً لباقي الدول في التفكير نحو أهمية التركيز على استنهاض همم الشباب للدفاع عن مكتسباتهم وعدم إفساح المجال لمن يريدون تخريب مجتمعاتهم لأهداف خاصة أو خدمة لمشروعات سياسية وفكرية أخرى. كما رسخت مواقف سموه أهمية الوقوف بجانب الأشقاء العرب في مواجهة التحديات والصعوبات والتدخلات الخارجية التي يتعرضون لها، ولا يزال التاريخ في منطقتنا يذكر تواجد سموه ميدانياً ضمن قوات التحالف الدولي لتحرير دولة الكويت الشقيقة، كما لا يمكن نسيان مواقف سموه الداعمة لجمهورية مصر الشقيقة وإرادة شعبها في مواجهة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في لحظة كان الكل خلالها متراجعاً ومتردداً، ولا استغاثة الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور لاستعادة الشرعية من مليشيات الحوثي وغيرها من المواقف الكثيرة الداعمة للعراق وفلسطين.
كما كان لسموه، أيضاً، منهجه الخاص في تخفيف حدة التوتر العالمي والمبرر الرئيسي الذي تستخدمه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في تهديد استقرار المجتمعات الإنسانية عندما اتخذ قرارات تاريخية تعكس شجاعة المواقف السياسية، ومن أبرز تلك المواقف رعاية سموه للمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية وتوقيع البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر ممثل المسلمين في العالم لوثيقة الأخوة الإنسانية في العاصمة أبوظبي في فبراير 2019 وحدث ذلك لأول مرة في تاريخ البشرية. أما القرار الآخر الذي لا يقل شجاعة من الأول فكان توقيع اتفاقية السلام الإبراهيمي مع إسرائيل أكتوبر 2020 القضية التي تسببت في احتقان المنطقة وتأخير الكثير من المشروعات التنموية لأهداف تخريبية وخدمة أطراف غير أساسيين في القضية، فقط من أجل التكسب السياسي.
اليوم يبدو العالم وخاصة الذين عارضوا الخطوتين الإماراتيتين على قناعة كاملة بصحة المواقف السياسية لسموه من خلال الزيارة التي قام بها بابا الفاتيكان إلى العراق في بداية الشهر الحالي مع التخطيط الدولي لتوظيف وتوسيع دور رجال الدين في تخفيف حدة التوتر بين الناس. وتبدو صحة تلك الخطوات من خلال توقيع اتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل فبعد دولة الإمارات جاءت كل من: مملكة البحرين ومملكة المغرب والسودان ، وكل ذلك بفضل الموقف السيادي وتجلى موقف آخر للقائد الإنساني محمد بن زايد آل نهيان في دوره الإنساني في الوقفة مع حكومات العالم بما فيها تلك التي كانت على خلاف سياسي مع دولة الإمارات في مواجهة الأزمة التي أحدثت شللاً في العالم أزمة فيروس كورونا، وذلك انطلاقاً من مواقف إنسانية رائدة تجسد الحرص على سلامة الشعوب وضمان أمنها الصحي.
منذ البداية المدرسية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ذلك المقطع الذي نشره الأستاذ محمد مندي أنه ولد قائداً إنسانياً. كما سيسجل التاريخ أنه مثلما كانت مواقفه السياسية والإنسانية تتم كتابتها بحروف من نور فإن ميلاده في الحادي عشر من مارس هو تاريخ ميلاد قائد إماراتي برؤية عالمية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.