المسؤولية كبيرة والآراء أكثر والتجارب هي من تصنع الفرق بحياة الأطفال

هل أمنعه أم أوجهه؟

الرئيسية مقالات
محمد الحسن: كاتب إماراتي

هل أمنعه أم أوجهه؟

 

 

دائماً ما نسمع من أحد الوالدين عبارة المنع والحرمان التي قد لا تؤتي ثمرها أحياناً، فنحن اليوم في عصر لديه تحديات كثيرة، عصر التكنلوجيا والرقميات التي باتت بين أيدينا بل بين أيدي أبنائنا على اختلاف أعمارهم.
لماذا لا نفكر بالبديل لمشكلتنا مع طفلنا، وبصورة أوضح إن كان الطفل يحب على سبيل المثال ألعاب العنف والحركة والسرعة وقد نخشى تأثيرها على سلوكه وتوجهاته، فنلجأ حينها للخيار المشهور وهو المنع وحرمانه من اللعب، إلا أننا قد نرى جراء ذلك نتائج سلبية على نفسية الطفل وسلوكه، بل برأيي قد نجعله يتمسك باختياره تلك الألعاب وكما نعلم عبر المقولة القديمة أن كل ممنوع مرغوب.
التساؤل هنا كيف لنا أن نتعامل مع هذه الحالة وأهل الاختصاص أعلم بذلك، إلا أنني وعن تجربة شخصية، أرى بأننا لا بد أن نتعامل مع تلك المرحلة من حياة الطفل بحذر كبير، وعلى الأب دور مهم في أن يصادق طفله بدلاً من أن يمنعه ويعاقبه، بل من الأمور التي وجدتها جيدة أن يخصص الأب من وقته ليلعب مع طفله تلك الألعاب ومن خلال الوقت يبث رسائله لطفله بسوء تلك الألعاب وغرس المفاهيم الجيدة، بل يبحث عن البديل لطفله ولا يجبره بل يقترحه عليه بأن يوجهه لألعاب أخرى فيها من السرعة والتشويق كألعاب محاكاة الطيران وألعاب التعرف على الفضاء المعروفة وغيرها من الألعاب الهادفة التي تغرس في أطفالنا حب الاطلاع بل تجريبها على أرض الواقع.
فإذا ما اخترنا لطفلنا لعبة محاكاة الطيران نوجهه لعالم الطائرات وقيادتها بل نعده بأنه عندما يكبر ويحين الوقت سنأخذه في تجربة مميزة في قيادة طائرة شراعية وغيرها معتمدين في ذلك على خبرته من المحاكاة وكأنه يتدرب، وأما لو اخترنا له الفضاء مثلاً وبعد أن يمضي فيها وقتاً نشتري له تليسكوب ليطبق ما تعلمه عملياً فنربط الافتراضي بالواقع لصبح الطفل مسؤولاً يختار ما يريده بعلم ومعرفة.
وخلاصة القول المسؤولية كبيرة والآراء أكثر والتجارب هي من تصنع الفرق، فلنعامل أبناءنا بصداقة وشغف التجديد ونرسم لهم طريقاً خالياً من الأشواك، وما سيقدره الله سيكون أفضل.

 


تعليقات الموقع