“تريندز” يستشرف في محاضرة عن بُعد “مسارات تعافي الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد كورونا”

الإمارات

 

أبوظبي: الوطن

نظم مركز” تريندز للبحوث والاستشارات” أمس الأول الثلاثاء محاضرة عن بُعد حول تعافي الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد كوفيد-19، ألقاها د. باتريك شرودر، زميل باحث أول لدى إدارة الطاقة والبيئة والموارد، بمعهد تشاتام هاوس بالمملكة المتحدة، تناولت واقع الاقتصاد العالمي بين التعافي والتباطؤ في ظل جائحة كوفيد-19، كما تطرقت إلى متطلبات تعافي الاقتصاد العالمي، وطبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات في هذا الشأن، وأهم القطاعات التي يمكن أن تقود هذا التعافي في المستقبل.
وقد أدار هذه المحاضرة الأستاذ محمد حمداوي مدير إدارة الدراسات الاقتصادية بمركز “تريندز”، الذي أشار إلى أن دول العالم أظهرت استجابات مختلفة في كيفية التعامل مع جائحة “كوفيد-19” وبرامج التعافي التي تتبناها، وحتى في قدرتها على تأمين اللقاحات اللازمة لشعوبها. وأوضح أن تكلفة هذه الجائحة كانت عالية جداً، ولا تزال مستمرة، حيث فقد ملايين الأشخاص وظائفهم، بل وسقط المزيد منهم في براثن الفقر، فضلاً عن التأثيرات الاجتماعية الناجمة عنها. ولفت حمداوي النظر إلى أن العودة إلى النمط الاقتصادي الذي كان سائداً قبل الجائحة يعني أن العالم يهدر فرصة مهمة للتحول نحو تحقيق التعافي الاقتصادي المستدام.
وفي أعقاب ذلك ألقى الدكتور باتريك شرودر المحاضرة، واستهلها بالإشارة إلى أنه مع استمرار الدول في كفاحها لكبح وباء كوفيد-19 في عام 2021، مازال هناك العديد من الشكوك والتحديات أمام التعافي الاقتصادي، كما أن عام 2021 يوفر في الوقت نفسه فرصة لتسريع التحوُّل إلى بناء اقتصاد مستدام من خلال التعافي الأخضر العالمي.
وأوضح الدكتور باتريك شرودر أن بيانات الأداء الاقتصادي لعام 2020 تشير إلى أن مناطق مختلفة في العالم تأثرت تأثراً متفاوتًا جداً، حيث كان التأثير أشد على الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، مثل الدول المعتمدة على تصدير السلع في أمريكا اللاتينية أو اقتصادات جنوب آسيا التي تعتمد على صناعة النسيج والملابس. إضافة إلى ذلك، أخذت مستويات الفقر في الارتفاع وبدأ التفاوت يتسارع داخل الدول، وفيما بينها أيضاً.
وتطرق الدكتور باتريك شرودر إلى دور الحكومات والقطاع الخاص في التعافي العالمي، مشيراً إلى أن هذه الجائحة أكدت أهمية دور الحكومات في إنقاذ الشركات وتوفير شبكات الأمان الاجتماعي للعمّال، فالحكومات التي تحركت مبكراً واتخذت إجراءات صارمة للسيطرة على الوباء عانت أقل من غيرها من حيث التداعيات الاقتصادية والاضطرابات في قطاع الأعمال، وهي تسير في طريق أسهل نحو التعافي. في الوقت ذاته، فإن الدول والشركات التي طبقت تقنيات الثورة الصناعية الرابعة أثبتت أنها أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع جائحة “كوفيد-19”.
وأوضح المحاضر أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه العالم في الوقت الراهن تكمن في كيفية مواءمة التعافي الاقتصادي الوطني والعالمي مع أهداف قضايا “المستقبل المشترك” وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي. كما تمثل خطط التعافي الأخضر وحزم التحفيز عاملاً أساسياً لضمان أن التعافي الاقتصادي لا يسرِّع وتيرة المخاطر العالمية. ومع ذلك، ووفقاً للأمم المتحدة، لا تتجاوز نسبة الإنفاق المعلن على التعافي من الوباء الذي يمكن اعتباره صديقاً للبيئة 18% فقط؛ أي الإنفاق على مشاريع مثل الطاقة المتجددة أو مشاريع الطاقة المنخفضة الكربون والحلول القائمة على الطبيعة.
وأشار المحاضر إلى أنه لضمان تحقيق التعافي الأخضر في عام 2021، سيتعيّن على الحكومات والمنظمات المتعددة الأطراف ممارسة قيادة أكثر رشداً والسعي إلى إيجاد رؤية مشتركة للتنسيق العالمي في تحقيق التعافي المستدام من هذه الجائحة، فضلاً عن أهمية الربط بين التنمية الاقتصادية المستدامة وبين الرفاهية الإنسانية.
وفي نهاية المحاضرة توقع الدكتور باتريك شرودر أن يشهد العالم في عام 2021 انطلاقة حقيقية نحو التعافي المستدام من جائحة كوفيد-19 في ظل استمرار الجهود الدولية التي تبذل من أجل وضع السياسات التي تعالج المشكلات الاقتصادية التي كانت سائدة قبل الجائحة، والاستثمار في القطاعات الواعدة التي من شأنها قيادة مرحلة التعافي في الفترة المقبلة، وخاصة في التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الدائري، الذي يتوقع أن يصبح أكثر انتشاراً في السنوات العشر المقبلة؛ لأنه يقدم الكثير من الحلول المعززة للتنمية الشاملة والمستدامة.

 

 

 

1


تعليقات الموقع