مواصلة الالتزام.. واجب الجميع
في رمضان شهر الخير والبركة والمحبة والسلام، وما يتوجب أن تكون عليه النفس الإنسانية من نقاء، فإن عمل كل ما من شأنه أن يعبر عن الحرص على الآخر هو واجب على الجميع كما يأمرنا الدين الحنيف وما تحضنا عليه قيمه من أهمية التراحم والحرص على الآخر وأداء واجبنا الأخلاقي والإنساني عبر أفعال ملموسة يكون لها الأثر الطيب على أرض الواقع حيث تشكل ترجمة فعلية لتلك القيم، وهي جميعها من صميم شريعتنا الغراء النبيلة السامية التي تعلي قيمة الإنسان وكل ما يتعلق به من الحرص على سلامته وراحته وسعادته في أقوى تجسيد للتآخي الإنساني الواجب سواء ضمن نطاق الأسرة الواحدة أو مع المحيط والمجتمع بشكل عام.
وللعام الثاني يحل شهر رمضان الكريم، ولا تزال الظروف الاستثنائية جراء ما سببته “الجائحة” المتمثلة بفيروس “كوفيد19” قائمة ، وما يستوجبه التحدي من التزامات على كل فرد في المجتمع، وبقدر ما يتم التقيد بما يصدر عن الجهات الرسمية المختصة.. بقدر ما يكون ذلك دليل حرص على صحة وسلامة المجتمع، حتى لو كان على حساب العادات الأصيلة التي تعكس ترابطنا واعتزازنا بالترابط الاجتماعي وما تجسده من تآلف وتقارب، لكن في الوقت ذاته فإن التباعد الجسدي يعبر عن حرصنا على بعضنا ومحبتنا للآخر وما نريده من سلامة للجميع، وفي هذا الشهر الكريم نفخر ونحن نرى الإنجازات الوطنية الكبرى التي حققتها استراتيجية الدولة في محاصرة الفيروس بهدف اجتثاثه بشكل كامل وذلك بفضل توجيهات ورعاية ومتابعة القيادة الرشيدة التي أكدت دائماً أننا ننعم بوطن أقوى من كل التحديات مهما عظُمت، وكيف حققت دولة الإمارات إنجازات ونجاحات جعلتها واحدة من أكثر دول العالم قدرة على قهر التحدي وتحقيق الهدف بتسريع التعافي التام، ولا شك أن الأرقام التي تم تحقيقها سواء من حيث عدد الفحوصات أو لقاحات “كوفيد19” المقدمة والتي تجاوزت الـ9 ملايين جرعة وغير ذلك الكثير، يؤكد قوة الزخم الذي يتم العمل به.. ومن هنا تبرز المسؤولية الوطنية الواجبة على كل منا بأن نكون عند حسن ظن قيادتنا وأهلاً للواجب الذي يجب أن نلتزم به على أفضل وجه، من خلال مواصلة الإجراءات بمنتهى الصرامة والتقيد بما توجه به الجهات المختصة والاستمرار في تلقي اللقاح الذي حرصت قيادتنا الرشيدة على تأمينه للجميع في عشرات المراكز على امتداد ربوع الوطن بطرق مبسطة وميسرة جداً، في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من الدول الكبرى والعريقة من أزمات حقيقية وارتباكاً سواء من حيث تأمين اللقاح أو عدالة توزيعه، بالإضافة إلى ما يشكله التقيد بالإجراءات من دعم لخط الدفاع الأول سواء كان من حيث تقليل الإصابات أو تسريع التعافي التام والقضاء على الفيروس بشكل كامل.
اليوم التزامنا في الشهر الفضيل وكل وقت، هو التزام ديني وأخلاقي ووطني وإنساني، كما أنه صورة حضارية مشرفة للوعي المجتمعي الذي يعتبر من أهم مقومات الانتصار الذي بات وشيكاً جداً، فالجميع مسؤول عن الجميع.. وكل عام ووطننا وقيادتنا وشعبنا بخير .
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.