حصن الوطن الشامخ
قواتنا المسلحة الباسلة.. حماة الوطن ودرعه الحصين وعنوان وحدته وقوته، بواسل نذروا حياتهم ليعبروا بأصدق وجوه الولاء والفداء للوطن وقيادته وشعبه ومسيرته، تخرجوا من مصانع الأبطال، ألهموا وعملوا وضحوا وكانوا دائماً أسياد ملاحم الشرف في مسيرة وطن المجد، فهم الأمناء على الحق وعنوان قوته نهلوا الوطنية الحقة وترجموها بأن كانوا على العهد والوعد نبعاً للكرامة والدروس التي ستخلدها الأجيال، نالوا شرف ثقة القيادة وحظوا باحترام العالم، مسيرة عقود كانوا فيها دائماً حماة المكتسبات وشركاء في إنجازات الشرف ومحطات التاريخ التي دونوها بنصرتهم للضعيف وتبنيهم لقضايا الأشقاء والأصدقاء.. وكم تفخر الأمة بعظيم فعلهم وشدة بأسهم على الظلم والطغيان ومقارعته، ومدى رحمتهم ودعمهم للضعفاء والمظلومين.
لأفراد قواتنا المسلحة الباسلة في ذكرى توحيدها الـ45، أنتم صناع المجد وفرسان الميادين الذين جسدوا قيم وطنهم بشجاعتهم وإنسانيتهم، أنتم حصننا وسيفنا البتار وقوة على كل من تسول له نفسه أن يفكر بالمس بمسيرتنا وأمننا وسلامنا ومصالحنا، لكم الرفعة والشموخ وعظيم الامتنان ونحن نؤمن أنه بوجودكم المسيرة آمنة وقوية ومعززة بعيون لا تنام ليبقى هذا الوطن العظيم رمزاً للأمن والاطمئنان أبد الدهر.
صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، أكد عِظم المناسبة بالقول: “لقد كان توحيد قواتنا المسلّحة، تحت راية وقيادة مركزية واحدة، قراراً حكيماً جسّد الرؤية الثاقبة والنهج الرشيد الذي التزمه آباؤنا المؤسّسون، إرساءً لقواعد دولة اتحادية منيعة، قادرة على تعزيز أمنها وصون ثرواتها والدفاع عن مصالحها، وما حقّقته قواتنا المسلّحة، من مكانة مُتقدّمة وجاهزية عالية وإنجازات داخلية وخارجية مشهودة، لم يأتِ من فراغ، وإنما ثمرة خطة تطويرية هادفة، تبنّاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعلى ذات النهج سرنا”.
45 عاماً على توحيد قواتنا الباسلة، ذلك القرار الذي يعتبر الأهم في تاريخ دولة الاتحاد والأكثر دلالة على قوة العزيمة والتصميم، يوم عكس النظرة البعيدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وإخوانه الآباء المؤسسين، كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بالقول: “كان قرار التوحيد إنجازاً تاريخياً أكد عزم الآباء المؤسسين على المضي قدماً في استكمال أركان الاتحاد وتعزيز مسيرته”.
لقد كان قرار توحيد قواتنا المسلحة الباسلة محطة من أبرز المحطات في تاريخ الوطن نحو علياء المجد، وإيذاناً بمسيرة جديدة نحو المستقبل ورسالة واضحة للعالم أن دولة الاتحاد تحت راية وطنية واحدة والجميع فيها على قلب واحد، فكان يوم السادس من مايو 1976، الذي برهن فيه شعب الإمارات أنه متحد يتشارك العزيمة ويرسخ أسس واحدة من أهم المحطات التاريخية في حياة الوطن، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقول سموه: “توحيد قواتنا المسلحة في السادس من مايو عام 1976، هو الحدث الوطني الأكثر أهمية وتأثيراً في تاريخنا الحديث، بعد قرار إنشاء دولة الاتحاد في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971؛ ففي هذا اليوم المجيد انطلق اتحادنا المبارك واثقاً مطمئناً نحو المستقبل”.
لقد عكس قرار توحيد قواتنا المسلحة الباسلة قوة رجال الوطن وقادته الذين عرفوا بحكمتهم ونظرتهم المستقبلية خاصة أن ذلك الزمن كان مليئاً بالتحديات والمخاطر والأحداث الكبرى والصراعات، والتاريخ السياسي في تلك الحقبة من الزمن خير شاهد على ذلك، فكان توحيد قواتنا الباسلة إيذاناً بأن الوطن محصن وباتت له قوة تحميه ومستعدة لمواجهة كل التحديات، ولاشك أن مداد المجد يفخر بأن يدون سيرة الأبطال الذين حملوا بكل مسؤولية قضايا الوطن فكانوا فرساناً بالقيم وخير أمناء عليها، وفي عدد من المحطات الأكثر دلالة قدموا الشهداء وجادوا بأرواحهم لتبرهن هذه الأرض الطاهرة دائماً بأن ملاحم الخلود يخطها أبناؤها الأبرار مهما بلغت التضحيات، وأن الرجال الذين كتبوا أقدس محطات البطولة ينعمون بالدعم والرعاية وعملية التحديث التي لا تتوقف من قبل القيادة، لتبقى قواتنا الباسلة رمز العزة والكرامة والبطولة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.