السلام هو الحل

الإفتتاحية

السلام هو الحل

ما يحصل من عنف كبير في إسرائيل وفلسطين، حصل كثيراً وطوال عقود وكانت نتيجته الوحيدة سقوط مدنيين وأبرياء من جميع الأطراف، وتأكد خلال ذلك أنه في غياب السلام القوي المبني على حل سياسي يحظى بدعم وقبول جميع الأطراف، فإن العنف الكارثي الذي يحصل لن يتوقف وسوف يكون له جولات جديدة تحمل معها الألم والمعاناة وغياب الاستقرار، وبالتالي فإن خيار السلام العادل والشامل هو الوحيد الذي يمكن من خلاله طي صفحة طويلة من المعاناة والتوتر وغياب الاستقرار ووضع حد لأزمة متواصلة منذ زمن طويل.
إن الأحداث المؤسفة التي تحصل اليوم في إسرائيل والأراضي الفلسطينية تبين أن الحكمة هي أقوى صوت يمكن من خلاله التمهيد لمحادثات بناءة وجدية لا يكون الهدف منها التوصل إلى هدنة أو وقف مؤقت لإطلاق النار فقط، بل التأسيس لخطوات تمهد لحل نهائي قابل للحياة بشكل دائم، ويستند إلى مصالحة فعلية لها أسس وقناعات ونيات صادقة تغلب مصلحة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي نحو ضمان قيام علاقات سلام ونزع فتيل الأزمة برمتها وفق القرارات الدولية التي تصب جميعها في خدمة إحلال استقرار حقيقي ومنجز سوف يكون البوابة التي تضمن الانتقال نحو مرحلة من الازدهار والتنمية في ظل سلام قوي ودائم وعادل يكون خلاصة فعلية لقناعة جميع الأطراف بأن العقل والحوار هما الكفيلان بتحقيق ذلك وليس القصف والصواريخ التي تحمل الرعب وتسبب المآسي وتولد الأحقاد لدى جميع الأطراف.
هذا هو موقف دولة الإمارات الثابت والعقلاني والمستند إلى رؤية واقعية تضع في صلب الاهتمامات وصدارة الأولويات حقوق الجميع في العيش بكرامة وسلام وانفتاح، وهو ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعبر من خلاله عن قلق دولة الإمارات البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين، وبين سموه أن: الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية، وتدعو الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية لبدء حوار سياسي، كما بيّن سموه التعويل الكبير على اتفاقيات السلام وأهميتها للأجيال للعيش بسلام.
وقد أكدت الإمارات استعدادها الدائم لدعم كافة الجهود الإيجابية التي تصب في هذا الاتجاه، مبينة كيف أن تحقيق السلام على غرار معاهدة السلام الإبراهيمي يمكن من خلاله الانتقال نحو تحقيق التطلعات التي تتشاركها وتهدف إليها جميع الشعوب من الحياة في عالم لا نزاعات ولا توتر ولا أزمات سياسية فيه، فالعنف لم ولن ينتج حلاً في أي وقت، والمستقبل للجميع، ومن هنا فإن الواقعية والعمل للسلام سيضع حداً لما يجري بين إسرائيل وفلسطين إيذاناً بحقبة ينتظرها الشعبان وبما يواكب التطلعات الدولية الهادفة لإنهاء الأزمة المتواصلة والتي طالما سببت كل أنواع المآسي والنزيف والخوف.
ضبط النفس وتجنب الأعمال العدائية ووضع حد للعنف ومنح الفرصة للدعوات الصادقة التي تريد خير الشعبين والمنطقة برمتها الحل الأمثل في الوقت الحالي، والسلام هو القوة الحقيقية التي يجب أن تهدف لها كافة الجهود، وتغيير آلية التعاطي مع أزمة مستفحلة منذ عقود طويلة بات واجباً على كافة الأطراف المعنية بشكل مباشر أو التي يمكن أن تقوم بدور إيجابي يمكن البناء عليه نحو تسوية دائمة تكون خاتمة للفوضى والعنف والقصف وبالتالي التمهيد لحل حقيقي يقوم على أسس قوية تجعل السلام واقعاً وهو المظلة الوحيدة التي تتسع للجميع وتمكنهم من العيش بكرامة بعيداً عن دوامة الموت التي آن لها أن تتوقف.


تعليقات الموقع