الإدارة أصل النجاح

الإفتتاحية

الإدارة أصل النجاح

تؤكد القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، دائماً، أن التحديات هي جانب طبيعي من مسيرة التطور والتقدم، وتكمن العبقرية الوطنية في الإدارة بأنها جعلت من تلك التحديات مناسبة لتحويلها إلى فرص والبناء عليها، وخلال مسيرة طويلة من النجاحات والمكتسبات المتفردة، رسخت القيادة ذلك منهجاً في حياة شعبها الذي بات يحترف مواجهة التحديات مهما عظُم شأنها، ويزداد ذلك قوة ورسوخاً عبر مسيرة حافلة بتراكم الخبرات الوطنية والاستثمار في الرأسمال البشري، مما أوجد جهازاً إدارياً يتمتع بالمرونة الكافية للتعامل مع مختلف الظروف وفي جميع الحالات الطارئة، فالتطور الحاصل في مسيرة الحياة يحتاج إلى قدرة تامة على مواكبته، وإن أي إدارة تعجز عن ذلك أو استشراف القادم وتحدياته سوف تقع في الجمود مع ما يمثله ذلك من انعدام القدرة على التعامل وتبدي الموارد وبالتالي الفشل في تحقيق الأهداف التي يتم العمل عليها، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال إعلان سموه عن جانب من الإنجازات على المستوى الوطني خلال العام المنصرم والذي شهد تفشي جائحة “كوفيد19” الوبائية، وكيف أنه في الوقت الذي أصيب فيه الاقتصاد العالمي برمته بانكماش كبير وتراجعت فيه التجارة الدولية كانت الدولة قادرة على إيجاد قرابة 250 ألف وظيفة في قطاعات أساسية بقول سموه: “انكمش اقتصاد العالم 4% وتراجعت التجارة الدولية 20% وفقد العالم ملايين الوظائف في 2020.. في نفس العام اقتصاد الإمارات خلق 100 ألف وظيفة بقطاع التجزئة والتجارة الإلكترونية و148 ألف وظيفة بقطاع المالية والتقنية والاتصالات.. نكرر: إدارة الأزمات تخلق فرصاً.. وأزمات الإدارة تدمر مكاسباً”.
الإدارة فن وصناعة للنجاحات ورافعة للمكتسبات وأساس التنظيم والقدرة على امتلاك مقومات المواجهة خاصة في ذروة الأزمات، وهو ما أكدته كافة الجهات المختصة بكافة المحافل، والخطط والاستراتيجيات المحكمة التي كانت كفيلة في الحد من جميع التحديات الناجمة عن الأزمات التي سببها تفشي الوباء حول العالم، ومن خلالها أكدت الإمارات بأنها ستكون من أول دول العالم بالتعافي التام، وبفضل إدارة الأزمة بطريقة متفردة عالمياً، فإن العالم أجمع تسلح بالأمل والفضل في ذلك يعود في جانب كبير منه لما اختطته القيادة من نهج وما عبرت عنه من ثقة مطلقة في القدرة على النجاح، وتجربة غير مسبوقة قدمتها الدولة وباتت مصدر إلهام في كيفية تعامل الأمم القوية مع مختلف الظروف، ولاشك أن لغة الأرقام الشاهد الأول على الإنجازات والنجاحات التي تخطها دولة الإمارات بتوجيهات ورؤى القيادة وما تحظى به من جهاز إداري يتسم بالمرونة والقدرة على إيجاد حلول تحافظ على زخم المكتسبات ومسيرة التنمية الشاملة.


تعليقات الموقع